عبد الفتاح البرهان من ضابط مغمور إلى رأس الدولة في السودان

لم يكن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي أدى اليمين الأربعاء رئيس للمجلس السيادي الحاكم الجديد في السودان، معروفا خارج دوائر الجيش حتى منتصف أبريل الماضي حين تولى دفة قيادة البلد العربي الإفريقي المضطرب.

وتولى هذا المجلس، السلطة في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، على يد الجيش في السادس من أبريل إثر تظاهرات حاشدة استمرت خمسة أشهر.

في اليوم التالي، أدى البرهان، "العسكري المخضرم"، اليمين كرئيس للمجلس العسكري، مرسّخا قدميه كلاعب أساسي في المشهد الإقليمي.

وسيحلّ المجلس السيادي محل المجلس العسكري الانتقالي وسيشرف على تشكيل الحكومة والمجلس التشريعي الانتقاليين.

وتولّى "البرهان" في 12 أبريل منصبه بعدما تنازل الفريق أول ركن عوض ابن عوف عن رئاسته بعد أقل من 24 ساعة في السلطة.

وكان المتظاهرون الذين يطالبون بتولي حكومة مدنية السلطة بعد انتهاء حكم البشير لثلاثة عقود، اعتبروا ابن عوف من داخل النظام وحليفا مقربا من الرئيس السابق.

وباستقالة ابن عوف، تحوّل البرهان من شخصية تعمل في الظل إلى رئيس للبلاد بحكم الأمر الواقع.

ويقول ضابط في الجيش طلب عدم الكشف عن هويته إن البرهان ضابط رفيع المستوى في القوات المسلحة.. لم يكن يوما تحت الأضواء كما هو الحال بالنسبة لابن عوف (الذي كان وزيرا للدفاع) والفريق أول ركن كمال عبد المعروف الذي كان رئيس أركان الجيش.

وخلال الأشهر الماضية، واصل البرهان الابتعاد عن الأضواء في شكل واضح، وقد عهد دوما لأعضاء آخرين في المجلس العسكري التحدث للإعلام.

وأمضى البرهان فترة من حياته المهنية كملحق عسكري لدى بكين.

ويقول الضابط السوداني عن البرهان إنه ضابط كبير يعرف كيف يقود قواته؟، مضيفا: "ليست لديه ميول سياسية، إنه عسكري".

ولد البرهان عام 1960 في قرية قندتو شمال الخرطوم، ودرس في الكلية الحربية ولاحقا في مصر والأردن. وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.

وكان قائدا لسلاح البر قبل أن يعينه البشير في منصب المفتّش العام للجيش في فبراير الماضي.

وتقول ويلو بيردج، مؤلفة كتاب "الانتفاضات المدنية في السودان الحديث" وأستاذة التاريخ في جامعة نيوكاسل، إنه بموجب توليه الملف اليمني، عمل البرهان عن كثب مع قوات الدعم السريع.

ويقود قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. وهي قوات شبه عسكرية واسعة الانتشار والنفوذ ويخشاها الناس على نطاق واسع في السودان، واتهمها المحتجون مرارا بارتكاب انتهاكات، الأمر الذي ينفيه حميدتي ويقول إنّها مزاعم لتشويه صورة قواته.