كاتم الفضائح الكبرى.. لماذا سجن أمير قطر ابن عمه الأمير طلال؟

كشف تقرير لمجلة Marianne الفرنسية عن أن أمير قطر  تميم بن حمد حكم على ابن عمه الخامس في ترتيب خلافة العرش، بالسجن 25 سنة، بزعم أنه أدين في قضية الديون رغم أنه مليونير.

وقال التقرير الفرنسي إن سجن الأمير طلال بزعم قضية الديون لم يكن سوى رغبة قصر الدوحة في إسكاته بصفته منافساً لتميم، ويملك خزينة الأسرار المريبة لعمليات تمويل قطر للجماعات الإرهابية.

وفقا للتقرير الفرنسي، فإن الأمير طلال بن عبد العزيز آل ثاني البالغ من العمر 50 عاماً، ابن عم الأمير الحالي، وهو ابن ولي عهد قطر السابق وحفيد أمير قطر السابق أحمد بن علي آل ثاني، واحتجاز الدوحة السري له إلى الوقت الذي كشفت فيه مجلة (ماريان Marianne) رسمياً عن ذلك بداعي الديون فيما تُقدر ثروته بعشرات بل مئات ملايين الدولارات – من شأنها أن تشوه صورة الأمير.

أفاد تقرير الصحيفة الفرنسية بأن الأمير طلال لم يكن سجيناً عادياً، فكان قريباً جداً من السلطة كونه عضوًا في المجلس الاستشاري، ما سمح له باكتشاف أسرار كثيرة للإمارة الغنية بالنفط. في الواقع، يرجع السبب الحقيقي وراء زجه في السجن بدرجة عالية من السرية هو الخوف من إفشائه الخبايا المريبة. ويُرجح أن الأمير طلال، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً لدواعي زائفة، سيُنهي حياته في زنزانة لكبار الشخصيات تبلغ مساحتها 30م²، دون أن يرى أطفاله الأربعة.

قال أحد أقارب الأمير طلال، وفقا للتقرير الفرنسي "لطالما عبَّر طلال بصوت عالٍ عما كان يفكر فيه، خاصة داخل المجلس الاستشاري حينما كانت علاقته مع الحكومة تسير على ما يرام. لكنه لم يوافق على المبالغ التي دفعت إلى طالبان، والمنظمات المتطرفة في الصومال والساحل وفي سيناء. فهو على علم بحقائب النقود وصفقات مشتريات النفط والغاز. باختصار: كل ما من شأنه أن يكشف الجانب المظلم للإمارة. ولقد سعت الحكومة للتفاوض معه، ولتوقيع أوراق مقابل إطلاق سراحه، لكنه رفض بالطبع، كما لو أنه فقد عقله".

يبدو أن السبب الجوهري لاحتجاز ابن عم الأمير هو تمويل قطر الإرهاب، وهو قرارٌ وحشي للإمارة التي تسعى إلى تحسين صورتها قبل كأس العالم 2022.

لا يُمكن لأمير قطر المجازفة في رؤية ابن عمه يكشف أمام الملأ وعبر شاشات التلفاز حول العالم أن قطر ما تزال تُمول الإسلاميين المتطرفين، إذ سيُشكل هذا الاتهام من جهة أخرى دليلًا قاطعًا في النزاع بين قطر وجيرانها العرب.

ونظرًا لانتقاد الأمير طلال إيران ومدى تأثير الإخوان، كان لِيحظى بدعم جامعة الدول العربية ويصبح في نهاية المطاف أمير قطر الجديد. وهذا ما يُعد تهديدًا غير مقبول لابن عمه.

إن دور نظام قطر المُتقلب ودعمه لشرذمة الجماعات الإرهابية موثقٌ أيما توثيق، لا سيما في البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي كشفت عنها ويكيليكس. كما وكُشف مؤخرًا عن كيفية تسهيل المُدعي العام النافذ في قطر - ذراع الأمير المريع - الإفراج عن العديد من أفراد أسرته الذين اعترفوا بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة. الحقيقة التي مرت مرور الكرام نسبيًا في وسائل الإعلام الرئيسة.

وبالنظر إلى آخر ما كشفت عنه الصحافة، فإن مصير الأمير طلال قد يشهد على الأرجح مُنعطفًا جديدًا خلال الأشهر المقبلة. يبدو أن أقرباءه يخشون على سلامته الجسدية. وربما قد حان الوقت كي يولي المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان والأمم المتحدة اهتمامًا بقضيته.