كواليس الحزب الجديد.. أردوغان لم يعد محبوبا مثل باباجان

لا حديث في الأوساط السياسية التركية في الوقت الحالي يعلو على كواليس تأسيس الحزب الجديد لكل من رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، ووزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان، بعد انفصالهما من حزب العدالة والتنمية.

وبات عدد الأصوات التي ستحصل عليها الأحزاب الجديدة محط اهتمام الكثيرين خلال المرحلة التي تتشكل فيها المعادلات الجديدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

يكمن الزخم السياسي حول الحزب الجديد في الشعبية التي حصل عليها باباجان بعد كشفه القصور في سياسيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويبدو أن بوصلة الأتراك تتجه بقوة إلى وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان كأحد المنقذين من وطأة غلاء الأسعار

ومن جهته، أفاد خبير الاستثمار في شركة "أوراسيا"، أفرين دفريم زليوت، أن أياماً عصيبة بانتظار حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، وأن المشهد الحالي يشير إلى أن علي باباجان سيحصد الكثير من الأصوات، زاعما اقتراب حزب العدالة والتنمية من نهايته، وتجاوز نسبة أصوات باباجان 10% من الآن، وفق ما أوردت صحيفة "زمان" التركية.

وأكد زليوت، أن نظرية أردوغان بأن الأحزاب الجديدة ستكون غير مؤثرة كسائر الحركات السابقة نظرية خاطئة، مشددا على وجود فوارق كثيرة بين الأوضاع الاقتصادية الحالية والأوضاع الاقتصادية آنذاك.

وأوضح زليوت، أن توقعات باباجان بحصول حزبه على أكثر من 10% من الأصوات ليست مجرد أحلام بل توقعات مبنية على الإحصاءات الاقتصادية، قائلاً: "العدالة والتنمية الحالي بعيد تماماً عن مفاهيم العدالة والتنمية التي اعتمدها وقت تأسيسه. ولا يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للإصلاح الاقتصادي. الإجراءات كمنح المناقصات الحكومية إلى المقاولين التابعين للحزب ومنح موارد البلدية للأوقاف والجمعيات التابعة للحزب تسببت في ابتعاد المواطنين عن حزب العدالة والتنمية".

وأضاف زليوت، أن الناخبين المنفصلين عن حزب العدالة والتنمية أصبحوا بلا حزب في الوقت الراهن، مؤكداً أن حزب باباجان سيصبح الاتجاه الجديد لهؤلاء الناخبين، وأن القضايا الاقتصادية تشكل أكبر مشكلات المواطن، الأمر الذي يجعلهم يتوجهون إلى باباجان الذي أثبت نفسه اقتصادياً في وقت سابق، ويمكن أن يكون عنوان حل لمشاكلهم الاقتصادية مرة أخرى.

وأكد أن التمتع بعلاقات قوية مع الغرب يعني استقطاب المستثمرين إلى تركيا، لافتاً إلى القبول الذي يحظى باباجان وفريقه من قبل المحافل الدولية أيضاً.