«أوقاف الراجحي» تُوظّف 737 امرأة ضمن برنامج الأسر المنتجة

ضمن برامجها الاجتماعية والتنموية المتنوعة، تواصل إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي، تنفيذ برنامج «الأسر المنتجة» الذي يهدف بشكل عام إلى إكساب الأسر الفقيرة والمحتاجة مهارات العمل المهني والحرفي لإيجاد مصادر دخل لها تغنيها قدر الإمكان عن الحاجة، ويعوّدها على الاعتماد على الذات وغرس حب العمل والإنتاجية في نفوس أفرادها.

وشدد الأمين العام لإدارة الأوقاف الأستاذ عبدالسلام بن صالح الراجحي على أهمية الرفع من مستوى الأسرة معيشيًّا، وتنمية مقدرتها على العمل؛ رغبةً في الاستفادة من الطاقات المعطلة في الأسرة، ما يساعدها في الاعتماد على نفسها، وتحويلها من أسر معيلة ومستهلكة إلى أسر منتجة ومشاركة في بناء المجتمع وتنميته.

وأضاف: «الفقير سيظل فقيرًا ما لم تتيسر له وسيلة إنتاجية تساعده على تحسين وضعه المعيشي، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تدريب وتأهيل هذه الأسر على بعض المهن التي يمكن استيعابها بسهولة ويسر ليعود هذا البرنامج بفوائد مباشرة على هذه الأسر، ويسهم في حل مشكلاتها على المدى الطويل من خلال تنمية ثقافة الإنتاجية والعمل المثمر بدلًا من الاتكالية والاعتماد على الآخرين، وهو توجيه نبوي كريم كما في الحديث الصحيح: (ما أكل أحد طعامًا خير من أن يأكل من عمل يده)».

وأوضح الراجحي أنَّ «إدارة الأوقاف» تمتلك تجربة رائدة في مجال مشروعات الأسر المنتجة، إذ أسهمت حتى الآن في تدريب وتوظيف وتشغيل 737 مواطنة، بتكلفة إجمالية تصل إلى 14،5 مليون ريال، وتقوم هؤلاء العاملات بعدد من المهام والوظائف أبرزها فرز التمور وتجهيزها وتغليفها، وتجهيز وجبات إفطار الصائمين خلال شهر رمضان المبارك من كل عام.

وتتم حاليًا دراسة التوسُّع ليشمل بعض الأعمال والمهن الحرفية الأخرى كالحياكة والطبخ والتطريز وغيرها من المهن اليدوية، كما تحرص إدارة الأوقاف على إعداد وتنفيذ عدد من البرامج التدريبية والتأهيلية المتنوعة والمختلفة لهؤلاء العاملات بهدف تطوير مهاراتهن على العمل الحرفي وإكسابهن مهارات الاعتماد على الذات وحب العمل، بحسب الراجحي.

ولفت إلى أنَّ إدارة الأوقاف حرصت على توفير بيئة مثالية ومستقلة ومناسبة للعاملات، وتمثّل ذلك في إنشاء إدارة الأوقاف مقرًا مستقلًا لهذا البرنامج داخل مشروع الباطن الزراعي بمنطقة القصيم التابع لإدارة الأوقاف، موضحًا أنّ هذا المبني تم تجهيزه بشكل كامل بكل ما يلزم العاملات ويساعدهن على أداء عملهن.

كما وفّرت إدارة الأوقاف، بحسب الراجحي، حافلات خاصّة لنقل العاملات من وإلى منازلهن يوميًّا، إضافةً إلى مراعاة أن تكون أوقات العمل مناسبة للمرأة العاملة، ولا تؤثر في واجباتها الأسرية؛ بحيث لا تتجاوز ساعات العمل خمس ساعات يوميًّا، ولمدة خمسة أيام أسبوعيًّا.

وبيّن الراجحي أنّ لدى «إدارة الأوقاف» عددًا من المعايير والشروط التي وضعتها لتوظيف هؤلاء العاملات أهمها أن تكون العاملة من الأسر ذات الدخل المحدود، وأن يتم اختيارهن بالتنسيق مع عدد من الجمعيات الخيرية لتحدد هذه الجمعيات مدى احتياجهن الفعلي للعمل.

وأكّد أنّ الإدارة تعكف حاليًا على تنويع خطط العمل وآليات تنفيذه وفق ما يتناسب مع هؤلاء العاملات ورغباتهن واحتياجات سوق العمل؛ رغبةً في ظهور هذا البرنامج الذي ترعاه إدارة الأوقاف والمنتسبات إليه بأفضل صورة.

واختتم الراجحي بالإشادة بالدعم الذي تجده الجمعيات الخيرية من ولاة الأمر في المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، من خلال رعاية أفراد المجتمع ودعم مؤسساته الخيرية.

كما عبّر عن شكره وتقديره لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، على الجهود الجليلة التي تبذلها في خدمة العمل الخيري وتقديم الدعم والمساندة للمؤسسات الداعمة وتيسير السبل أمامها لتقديم رسالتها السامية، داعيًا العلي القدير أن يديم على المملكة عزها وأمنها ورخاءها.