كتاب جديد يكشف أدوات النفوذ الإيراني في المنطقة العربية

صدر مؤخراً عن المكتب العربي للمعارف للنشر كتاب ( السياسة الخارجية الايرانية تجاه المنطقة العربية وسبل التعامل معها ) للباحث والمحلل السياسي المختص في الشأن الايراني عبد السلام العيدي.

ويبدأ الكتاب بعرض بمقدمة تستعرض نبذه تتركز على تحليل السياسة الخارجية الإيرانية، وتأثيرها على المنطقة العربية، ومن بروز النفوذ الإيراني في ظل اضطراب الاحداث في المنطقة العربية، وتغير الظروف الدولية والحاجة لمعرفة طبيعة النظام السياسي الإيراني، ومؤسساته المؤثرة، وآلية عملها.

في الفصل الأول يتطرق الكتاب لمفهوم السياسة الخارجية والاهداف التي تحاول سياسة أي دولة خارجية لتحقيقها، والمؤسسات التي تصنع السياسة الخارجية، والعوامل التي تسهم في رسمها، والوسائل (المحددات) المهمة التي تساهم بشكل قوي في تنفيذها.

وفي الفصل الثاني يكشف الكتاب عن النظام السياسي الإيراني وسلطاته، مستعرضا طبيعة النظام الإيراني قبل الثورة وبعدها، وأهم المؤسسات التي تصنع السياسة الإيرانية التي وتفرض النظام الإيراني بوجود سلطة الولي الفقيه.

وتسليط الضوء على أهم المؤسسات الرسمية لصنع السياسة الإيرانية مثل مجلس الخبراء الذي ينتخب المرشد الأعلى للجمهورية، ويصدر توصياته بشأن أي تعديلات دستورية قبل أن يصوت عليها مجلس الشورى، ومجلس صيانة الدستور الذي يحق له نقض القوانين الصادرة عبر مجلس الشورى.

ومجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يتكفل بحل الأزمات بين مجلس صيانة الدستور ومجلس الشورى، كما يتطرق الكتاب لأهم المؤسسات غير الرسمية منها على سبيل الاحزاب والتيارات التي تشكل النظام السياسي، و يتطرق أيضاً لمؤسسات اقتصادية وثقافية لها نفوذ، وهي تعمل تحت إمرة المرشد الأعلى للجمهورية مباشرة.

وفي الفصل الثالث يتم رصد أهداف السياسة الخارجية الإيرانية ومحددات صنع السياسة الخارجية الإيرانية حيث يوضح المحدد الأيديولوجي لإيران ما بعد الثورة، خاصة في نسخته الشيعية التي تقوم على وضعه ونشره كهدف رئيسي معتبرة نفسها قائدة العالم الإسلامي ومنوط بها الدفاع عنه من أهم هذه المحددات، ونشر التشيع ودعم الجماعات المستضعفة حسب وصفهم في جميع أنحاء العالم وبالأخص العالم الاسلامي.

ويتطرق الكتاب في الفصل الرابع إلي لمحة عن العلاقات الإيرانية العربية ومستقبلها ويركز على الادوات التي تستخدمها إيران للتغلغل في العالم العربية وتحقيق أهدافها بعدها قدم الباحث بعض التوصيات للتعامل مع النفوذ الإيراني في المنطقة العربية.

وكان أبرزها رفض ما تعتبره إيران أن الشيعة العرب ضمن المشروع الإيراني، واعتبارهم من ضمن أدوات النفوذ الإيراني في المنطقة العربية والعمل على بلورة استراتيجية لدول الجوار العربي لإيران (الخليج العربي) للتعامل مع السياسة الإيرانية وفق المتغيرات الدولية والإقليمية، تمهيداً لصياغة رؤية عربية أشمل عبر تكثيف التعاون والتنسيق من خلال المحافل الإقليمية والدولية.