معلومات قد لا تعرفها عن قصر الشمسية الذي أمر بترميمه ولي العهد

لايمكن لذاكرة الرياض أن تغيِّب قصر الشمسية، الذي كان في الجهة الشمالية من الرياض القديمة، وبُني في ثلاثينات القرن الميلادي الماضي، وكان مشعًا طوال فترة وجوده بروح ساكنيه، سعود بن عبدالعزيز بن فيصل بن تركي الملقب بسعود الكبير، وزوجته نورة بنت عبدالرحمن بن فيصل.

كان قصر الشمسية نبعًا للخير يقصده المحتاج فيُلاقى بالترحاب، ويمر به المسافر فيحظى بالعناية والاهتمام، وهناك قصص وحكايات عن أحداث لها صلة بمواقف خيرية من أصحاب القصر لمن مر بهم من المحتاجين، والغرباء، والمسافرين .

وقد عرف أحد أبواب القصر بأنه مقصدًا للمحتاجين والفقراء، يُقدم في محيطه الأكل في مواعيد الغداء والعشاء، وقد عُرف هذا الباب باسم (باب الضعوف).

كما كان الوافدون من أبناء القبائل من خارج الرياض، الذين يفدون على الملك عبدالعزيز في أوقات معينة من السنة، ينصبون خيامهم حول قصر الشمسية، ويكون تواصلهم مع القصر الذي يكرمهم طوال إقامتهم .

واستمر القصر في سياسة العطاء والكرم وتم الحفاظ على مسيرة القصر الخيرة، وبقي على وضعه، وظلت الناس تقصده وتلقى الخير منه.

وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بترميم قصر الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود (قصر الشمسية) الواقع بالقرب من حي المربع، وذلك على نفقته الخاصة.

ويأتي دعم ولي العهد امتدادًا لحرصه الدائم على دعم التراث والمعالم التاريخية في المملكة، بما يؤكد حرصه على المباني التاريخية في المملكة، وعناية القيادة لبقاء تلك المعالم شواهد راسخة في التاريخ السعودي.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، شكر وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، ولي العهد، على دعمه غير المحدود لقطاع الثقافة والتراث.

وقال وزير الثقافة: "إن التوجيه الكريم سيعيد ترميم قصر الشمسية الذي يحتل مكانة رفيعة في وجدان السعوديين، إذ يعود تاريخ بنائه إلى عام 1354 للهجرة، بعد أن أمر الملك المؤسس – طيب الله ثراه- ببنائه للأمير سعود بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل الكبير، وأخته الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل آل سعود".

وأضاف: "حضرت الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في المشهد الاجتماعي السعودي عبر حكمتها وكرمها وما تمثله من رمزية للنساء السعوديات المساهمات في تنمية المجتمع، والفاعلات في العمل الإنساني".

وأشار إلى ما يحتويه القصر، الذي يقع على الضفة الغربية من وادي البطحاء، من نقوش فريدة تعكس أسلوب العمارة المحلية في خمسينيات القرن الهجري الماضي، مجدداً شكره وامتنانه للقيادة الرشيدة على ما توليه من اعتناء بالمكتسبات الوطنية والتاريخية التي تحفظ للمملكة ثقافتها وتراثها.

يذكر أن الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود التي ولدت في عام 1292 للهجرة في مدينة الرياض، استطاعت في فترة وجيزة أن تسجل حضوراً لافتاً في التاريخ السعودي، وعرف عنها الحكمة كونها مستشارة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في شؤون الأسرة، كما مارست بشخصيتها الرائدة دوراً فاعلاً في العمل الخيري والاجتماعي، فيما توفيت عن عمر يناهز 77 عاماً في عام 1368 للهجرة.