«التمتين» منهجية وإدارة

التمتين يعد من المفاهيم الإدارية الحديثة في مجال التنمية والاستثمار البشري ساعد في إعادة صياغة وتعريف التميز في بيئة العمل، تأتي منهجية التمتين تصحيحًا لمسارات واتجاهات التدريب والقيادة والاستثمار البشري.

فهو إضافة علمية وتطبيقية جديدة في التنمية البشرية تقوي مخرجات الإدارة وتجعلنا نعيد النظر في تاريخ النجاح ومصادر الإبداع والأهم هو إعادة النظر في مناهج التدريب والتعليم لاستثمار واستنفار مكامن الإبداع داخل المديرين والموظفين.

ولأن الوقت والانسان هما أثمن مواردنا فعلينا ان نحدد كيف نستثمر هما في حل المشكلات أم في تنمية القدرات؟

هل نمتن الاقوياء أم نقوي الضعفاء؟ وهذا هو الفرق الجوهري بين التمتين والتدريب. من الأخطاء الشائعة في التنمية البشرية محاولة تغيير شخصيات الموظفين بعد تعيينهم والصحيح هو أن “نمتن” – أي نقوي – نقاط قوتهم أولا، لأن محاولة سد كل الفجوات وإصلاح كل الهفوات تكلف المليارات دون عائد قوي على الاستثمار البشري.

التمتين في اللغة هو: (تقوية القوي) أي تقوية الجوانب الايجابية في الشخص وتعزيز نقاط القوة فيه فهو البناء على ما هو جميل. والتمتين في الإدارة هو: “وضع الشخص المناسب في المكان المناسب لزيادة العائد وتقليل الفاقد في الاستثمار البشري” أي أن “يتعلم الانسان ما يريد ويعمل ما يجيد.

يهدف التمتين إلى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب لأداء العمل المناسب وتحقيق أفضل النتائج بالموارد والطاقات المتاحة، وهذا يعني بلوغ أعلى طاقة إنسانية وإبداعية ممكنة، ويتطلب أن يختار كل إنسان مجاله بناءً على قدراته ورغباته وحاجاته، فيدرس ما يريد، ويعمل ما يجيد، فيؤدي ويبدع ويفيد، ويأخذ ويعطي كإنسان سعيد.

يتحقق التمتين من خلال مدير ممتِّن، يأخذ على عاتقه تمتين الأفراد لبناء مؤسسة متينة. النتيجة الوحيدة والطبيعية والفعلية للتمتين هي النجاح.

فالمديرون الجديرون والجيدون يقومون بأربعة أشياء فقط، وهي:

• تعيين الموظف المناسب فقط.

• توقع ووضع النتائج المناسبة فقط.

• تحفيز الموظف المناسب فقط.

• تطوير وتنمية المواهب والقدرات المناسبة فقط.

تشمل تطبيقات التمتين كافة مجالات علم النفس، لا سيما مناهج علم النفس الإيجابي، وبطبيعة الحال؛ التربية والتعليم، والقيادة وإدارة الموارد البشرية وفرق العمل وتخطيط المسار الوظيفي، ومعالجة مشكلات البطالة، وتقليل الفاقد في الموارد البشرية، والاستثمار الفعال للموارد الطبيعية.

ولذا فقد نبع اهتمامي بالتمتين من ملاحظاتي الدائمة للفرص التي تحوم حولنا، والاعتقاد بسهولة إعادة اختراعها وتحويلها إلى نتائج، ومن تخيلي بأن لكل منا فرص إبداعاته ومباعث سعادته الخاصة.

ولقد منحنا الله نقاط قوتنا الاستثنائية الضرورية لنحول فرصنا إلى نتائج. فإذا كانت رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فإنها لا تكتمل إلا بنقطة قوة واحدة.

حقاً؛ لا شيء يثري حياتنا ويضعنا على طريق النجاح مثل التركيز على هدف محدد، وتوظيف أقوى مواهبنا وأمتن قدراتنا لتحقيق هذا الهدف. وهذا يتطلب أن يعيد كل منا صياغة سيرته الذاتية، بادئاً بنقاط قوته ومواهبه وأحلامه وطموحاته وهواياته.

وأخيراً التمتين ليس مجرد طوق نجاة، بل هو انتصار للحياة؛ فعندما تتخذ مسارك الوظيفي الصحيح، ستكون دائماً أول من يتم توظيفه وآخر من يتم تعنيفه.

ستصبح ذكيا وانتقائياً، فتختار أهم وأقل الأعمال وتكسب أكثر وأنظف الأموال. ليس لأنك تعمل في مجالك الصحيح فحسب، بل لأنك ستحب عملك فتبدع، وتؤدي بحب وشغف، فتمتع وتقنع.