“نجد شامت”.. بين رؤية “نايف” ورأي “شربل”..!

كنت وما أزال أرى أن الأوطان تُبنى بسواعد أبناءها .. وهانحن نفرح بيوم الوطن 89، الذي تحول لأكثر من ذكرى فرح عابرة، على كافة الأصعدة والمجالات؛ بل أصبح اليوم الوطني عبارة عن "ماراثون" للإنتاج المرئي، كل منظمة أو جهة عامة كانت أو خاصة تتسابق في إنتاج عمل مرئي يستهدف هذا اليوم المجيد.

وشاهدنا محتوى مرئي متنوع وأفكار مكررة وأخرى فريدة من نوعها، لكن أكثر الأمور فرحاً بالنسبة لي أن الأعمال التي تفردت هي أعمال بصناعة سعودية، هذا رأي مهني ليس له علاقة بهويتي السعودية.

ليس هناك وجه شبه أو مقارنة بين عمل شاب سعودي اسمه (نايف) يعمل في الإنتاج المرئي ولد في نجد وعاش فيها، وشاب آخر من جنسية غير سعودية اسمه (شربل) ولد في صيدا.

عندما تقول لـ (نايف) ارسم لوحة فنية مرئية للبيت التالي:

نجد شامت لابو تركي وأخذها شيخنا
وأخمرت عشّاقها عقب لطم خشومها

حتماً تختصر مسافات كبيرة جداً في انتاج هذا العمل. الذي يختزل بطولات الأجداد بريشة ناعمة ، ولكن في المقابل كيف لك أن تقول لـ (شربل) (نجد شامت) ؟ ،كيف ستشرح له أصلا (لطم خشومها)!.

المعادلة التي لاتقبل القسمة أن "نجد" المنطقة فعلاً شامت لسواعد أبناءها، هنا نجد ليس الرياض وضواحيها.

"نجد" هنا شامت والحجاز هناك شام أيضاً، بسواعد أبناءه وبناته، كل وطني نجد وكل وطني الجنوب والشمال، كل الشرق ومحافظاته وشبابه وشاباته.
شامت لنا وأخذناها كما أخذها مؤسس نهضتنا وبنايها.

في الذكرى الـ ٨٩ لوطني أنا لا افرح فقط، بل أفرح واتباها حرفياً، بوطني وبشبابه وشاباته.

بالمناسبة هذا المشهد الذي ذكرته لكم في المقال كان يتكرر في الكثير من المنظمات والمؤسسات بقوالب مختلفة، ووقفت شخصياً على بعض القصص المضحكة ، ليس أقلّها طريقة لبس الشماغ لبعض الـ"كركترات"، ولكن أعتقد أن المشهد اليوم مختلف تماماً.. اليوم نحن في الطريق الصحيح من التمكين الحقيقي لأبناء وبنات الوطن.