أردوغان يتاجر بخرائط فلسطين.. وتركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل

تاجر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخرائط فلسطين في أثناء إلقاء كلمته أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما رفع صورة لها تظهر التآكل الجغرافي وأخذ يردد شعارات عن حماية القضية الفلسطينية، لكن يبدو أنه نسي أن أول دولة إسلامية في التاريخ تعترف بإسرائيل كانت تركيا عام 1949، إضافة إلى أنها من أكبر العلاقات التعاونية العسكرية والاقتصادية بين الدول في المنطقة.

خطاب أردوغان سبقه اجتماع في نيويورك بشكل سري مع وفد يهودي، وكشفت وسائل إعلام أمريكية صورة لقاء الرئيس التركي مع الوفد اليهودي أكثر من مرة على هامش أعمال الجمعية العاملة للأمم المتحدة.

حتى عندما كانت العلاقات التركية الإسرائيلية في بعض التزبزب، استمر التعاون العسكري والتجاري بين الدولتين، فالتوترات الظاهرية لا تفسر طبيعة العلاقة الاستراتيجية بينهما التي تمتد إلى نحو 60 عاما.

وأظهر اتفاق المصالحة الذي أعلنته أنقرة وتل أبيب، في وقت سابق، شرط رفع الحصار عن قطاع غزة التي تم الاتفاق عليها، في الوقت الذي كانت فيه تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل عام 1949، وظلت كذلك لعقود عدة تالية.

عقدت تركيا وإسرائيل اتفاقا سريا واستراتيجيا عرف بـ" الميثاق الشبح" في خمسينيات القرن الماضي، الذي ظل طي الكتمان عقودا من الزمن، ويتضمن تعاونا عسكريا واستخباريا ودبلوماسيا، وكانت وظيفته الأساسية موجهة ضد العرب.

واعتمدت تركيا طويلا على اللوبي الإسرائيلي في أميركا لعرقلة إقرار أي تشريع يعترف بإبادة الأرمن، واستمر الأمر مع تولي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان.

فيما ساعدت إسرائيل الأتراك في عملية اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان عام 1999 في كينيا، وكانت أول مرة سحبت تركيا سفيرها عام 1982 بعد غزو لبنان، وأعيدت العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما عام 1991.

وفي عام 1996 وقعت أنقرة وتل أبيب اتفاق الشراكة الاستراتيجية، وكانت علنية هذه المرة. وشمل الاتفاق بنود عدة تتراوح بين تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكري والتدريب.

وبعد تولي حكومة العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002، استمر الحزب بالاتفاقات السابقة مع إسرائيل، على الرغم من بعض الانتقادات الإعلامية خاصة مع اندلاع الانتفاضة الثانية.

وبدأ التوتر في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب عام 2009، إثر الحرب الإسرائيلية على غزة وبلغ التوتر ذروته عام 2010، مع الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة"، لكن هذا التوتر لم يمتد إلى اتفاقات بيع الأسلحة والتبادل التجاري.

وتدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2013 لوقف التوتر بين البلدين، لكن هذه المحاولة لم تنه التوتر بينهما، إلا أنها أسست للمصالحة لاحقا.

لكن يبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل ما معدله 3 مليارات دولار سنويا، وازداد في السنوات الخمسة الأخيرة رغم التوتر السياسي.