وزير الخدمة المدنية: نعمل على بناء إدارات موارد بشرية تطبق أفضل الممارسات العالمية

أكد وزير الخدمة المدنية الأستاذ سليمان بن عبد الله الحمدان على عمل وزارته في بناء وتأسيس إدارات موارد بشرية متطورة تطبق أفضل الممارسات العالمية الحديثة في الجهات الحكومية وتغيير الثقافة السائدة في العمل الحكومي حول إدارة "رأس المال البشري".

وقال وزير الخدمة المدنية في كلمة ألقاها أمس الأحد أمام المرشحين - الذين بدأو المرحله الثانية بعد أن اجتازوا المرحلة الأولى من البرنامج الوطني لتأهيل وتدريب موظفي وقيادات الموارد البشرية في الجهات الحكومية في مقر معهد الإدارة العامة بالرياض - : إنه لا يمكن مواكبة التحول الحكومي الذي يتم بوتيرة عالية وسريعة ما لم يتم بناء إدارات تطبق أفضل الممارسات العالمية في مفاهيم الموارد البشرية الحديثة.

وأكد الوزير الحمدان أن وزارة الخدمة المدنية بدأت منذ اليوم الأول في العمل على مسارين، الأول تحديث اللوائح والأنظمة، والثاني تمكين الجهات الحكومية من خلال هذه اللوائح المحدثة بحيث تمارس صلاحياتها بشكل كامل بعد أن كانت تقوم بها وزارة الخدمة المدنية في السابق، وقال: "ننظر للجهات الحكومية كشريك أساسي في مرحلة التحول الإستراتيجي لتغيير الثقافة السائدة في هذه الجهات حول الموارد البشرية".

وأضاف: "نحاول بناء الأسس لإدارات موارد بشرية فاعلة تطبق نفس المفاهيم في القطاع الخاص بالتركيز على الممارسات التي أثبتت نجاحها وننقلها للإدارات الحكومية، والتخلص من عبء الإدارة البيروقراطية التي لا تفرّق بين موظف مجتهد وموظف غير مجتهد"، مؤكداً سعي وزارته منذ اليوم الأول للعمل بشكل متوازٍ على هذه المبادرات كافة، من تحديث اللوائح، وتوفير برامج تدريبية متخصصة مثل هذا البرنامج الوطني، للإسهام في تحقيق هدفها الإستراتيجي.

وأشار وزير الخدمة المدنية إلى أن البرنامج الوطني لتأهيل وتدريب موظفي وقيادات الموارد البشرية شهد في المرحلة السابقة إقبالاً كبيراً، وأنهم يعملون على خطة لزيادة الطاقة الاستيعابية، واختصار المدة الزمنية التي تمّ التخطيط لها سابقاً للبرنامج، ليتمكنوا من استيعاب العدد الكافي القادر على تأسيس الركائز الأساسية في الجهات الحكومية.

كما وجه حديثه للمتدربين والمتدربات المرشحين للالتحاق بالبرنامج في مرحلته النهائية المتمثلة في برنامج تدريبي مكثف لمدة عام كامل قائلاً: "أنا متيقن أنكم في يوم من الأيام ستتذكرون هذه اللحظات بعد أن تصبحوا النواة الحقيقية لبناء إدارات موارد بشرية حديثة غير مسبوقة في المملكة".

وأضاف أن المملكة تزخر بالكفاءات والمواهب المتميزة غير المكتشفة، قائلاً: "لدينا الكثير من الكفاءات المتميزة في الجهات الحكومية لكنها مع الأسف مغمورة وغير مكتشفة، وما نسعى له من خلال هذا البرنامج ومن خلال ممارساتنا المتطورة واللوائح الحديثة هو أن نتخلص من الطريقة التقليدية لإدارتنا لمواردنا البشرية أو ما نحب أن نطلق عليه (رأس المال البشري) بالتركيز على بناء الإنسان وتدريبه وصقله، وهذا هو التحدي الأكبر".

وبين وزير الخدمة المدنية أن الترقية لن تُربط بالأقدمية كما كانت في السابق، بل ستمنح للمستحق بناء على أدائه أو أدائها.
كما أن المستحق المتميز يمكن أن يقفز مرتبتين بشكل استثنائي ووفق ضوابط محددة، وذلك وفق ما تضمنته اللوائح المحدثة، بحيث تتم عبر توصيات نابعة من إدارات موارد بشرية سيؤهلون لاكتشاف هذه المواهب وفق التخطيط الإستراتيجي للموارد البشرية.
وحول ما سيحققه البرنامج الوطني لتأهيل وتدريب موظفي وقيادات الموارد البشرية في الجهات الحكومية أكد الحمدان أن البرنامج وما سيلحقه من برامج أخرى سيُحدث إضافة مهمة، وسيدعم توجه الحكومة بالكامل إلى مساهمة فعالة في هذا التحول الكبير الذي تسعى وزارته لتحقيقه بدعم ومساهمة الجميع في الجهات الحكومية.
وقال: "وزارة الخدمة المدنية لن تستطيع تحقيق التحول الكبير في الإدارة الحكومية بمفردها، وإنما هو عمل تكاملي وتشاركي بين الوزارة وجميع الجهات الحكومية، وهو أمر أساسي وضروري لتحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني ومستهدفات رؤية المملكة 2030".
ويخضع المتدربين والمتدربات في المرحلة الحالية لبرنامج تدريبي مصمم خصيصاً بالتنسيق مع المعهد العالمي (CIPD) في معهد الإدارة العامة بالرياض، حيث يرتكز على تطويرهم كممارسين فاعلين للموارد البشرية، و يتخلله مشاركة متحدثين من ذوي الخبرة من القطاع العام والخاص لمشاركة المتدربين خبراتهم المتميزة وتعزيز البرنامج بممارسات حديثة ومتطورة.
وقد انطلقت المرحلة الثانية من البرنامج في نهاية يونيو الماضي بعد إتمام المرحلة الأولى التي بدأت بترشيح الموظفين من قبل جهات عملهم لدورة أساسيات الموارد البشرية مدتها خمسة أيام تهدف إلى تقييم قدراتهم والمفاضلة بينهم للتأهل للمرحلة الثانية والحصول على شهادة احترافية معتمدة من معهد CIPD، وتتميز المرحلة الثانية من البرنامج بنظام تعليم مدمج وهو ما يجمع بين التدريب الصفي والتدريب الذاتي وفقاً لمنهج تم إعداده لموظفي القطاع العام لمدة عام كامل تقريباً.
ويعدّ البرنامج الوطني لتأهيل وتدريب موظفي وقيادات الموارد البشرية في الجهات الحكومية أحد المستهدفات المهمة في ملف وزارة الخدمة المدنية ضمن سلسلة من الأهداف الأخرى المنبثقة من برنامج التحول الوطني ورؤية 2030، ويتسق ذلك بشكل تام مع برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية.