الجزيرة تنحاز للموقف الإيراني في مظاهرات العراق ضد الوجود الإيراني

على طريقة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" اتخذت قناة الجزيرة موقفها من التظاهرات العراقية، وغضت الطرف عن الأحداث المشتعلة بسبب فساد أشارت فيه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى الأيادي الإيرانية.

الجزيرة التي لم تفوت فرصة لتغطية الاحتجاجات في المنطقة من الجزائر إلى السودان مرورا بمصر، وادعت المهنية، لم تصنع تقريرا واحدة عن الأحداث المشتعلة في العراق بتظاهرات تدعو إلى الخلاص من الفساد، وراح ضحيتها 6 قتلى ونحو 400 جريح حتى الآن وفقا لوسائل إعلام عراقية.

لكن موقف الجزيرة ليس مستغربا عليها فهي دائما ما تعمل وفق أجندة معدة لها سلفا وبسياسة المكايدة السياسية، والأجندة تقول إن الحليف الأكبر لقصر الدوحة "طهران" في خندق التظاهرات.

ربما لو نقلت القناة القطرية حرق عراقيين العلم الإيراني في وسط مدينة البصرة العراقية خلال التظاهرات، وسط هتافات "إيران طر طر العراق حر حر"، لأدارت طهران وجهها عن الدوحة.

صورة العلم الإيراني المحروق وسط الاحتجاجات العراقية في الهاشتاج المتصدر لقائمة الأكثر تداولا في تويتر "العراق تنتفض"، وأتبعتها تعليقات تشير بأصابع الاتهام إلى إيران في فساد الحياة السياسية والاجتماعية بالعراق بسبب تدخل الأيادي الإيرانية.

إيران تخرب العراق

وتتعمّد طهران تدمير جهود حكومة بغداد للنأي بالعراق عن تحمّل تبعات التصعيد الجاري في المنطقة بسبب التوتّر بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وعدد من حلفائها الإقليميين والدوليين، من جهة مقابلة.

ولم تمض أيام على قصف صاروخي لمحيط السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية، وتهديد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ داعش من مغبّة تكرار مثل ذلك الاستهداف الذي يرجّح أنّ وراءه إحدى الميليشيات التابعة لإيران، حتى بادر السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي إلى التهديد باستهداف القوات الأميركية على الأراضي العراقية في حال تعرّضت بلاده “لأي اعتداء من قبل واشنطن”.

وردت وزارة الدفاع العراقية، الجمعة، على كلام السفير معتبرة “الأراضي العراقية خطا أحمر”. وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء تحسين الخفاجي إنّ “العراق يرفض التهديدات التي تطلقها إيران أو أميركا”، مضيفا لقناة روسيا اليوم “العراق لن يكون منطلقا للاعتداء على إيران كما لن يسمح بأن يتم تهديد المصالح الأميركية على أراضيه”.

وأظهر كلام السفير الإيراني، مجدّدا، حرص إيران على توريط العراق في صراعاتها ضدّ خصومها الإقليميين والدوليين، والإبقاء عليه ساحة لتصفية الحسابات ضدّ هؤلاء الخصوم.

وبحسب خبراء الشؤون الأمنية والعسكرية، فإن وجود العشرات من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران على الأراضي العراقية يمنح طهران إمكانية خوض الصراع بالوكالة ضد الولايات المتحدة على أرض غير أرضها ودون خسائر تذكر، وهو ما تطبّقه إيران في اليمن حيث توكل لجماعة الحوثي مهمّة مواجهة السعودية والاعتداء على أراضيها واستهداف منشآتها الحيوية، دون تدخّل ميداني واضح من إيران عدا بعض المساعدات التقنية الخفية وجهود إيصال الأسلحة إلى الجماعة.