الحارس الشخصي لشقيق أمير قطر يعترف: أمرني بقتل شخصين

"الفتى اللعوب".. هذا هو الوصف الذي اختارته الصحافة البريطانية لشقيق أمير قطر، خالد بن حمد آل ثاني، وقالت تقارير إنه المستهتر الذي يعيش حياة مجون ومعاقرة المخدرات.

صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أبرزت اتهامات حارسه الشخصي ماثيو بيتارد، وهو ضابط سابق من مشاة البحرية الأميركية، بأن المدعى ضده خالد بن حمد حرضه على قتل شخصين في لوس أنجلوس بكاليفورنيا أثناء فترة عمله كحارس أمن شخصي لمدة 10 أشهر بين عامي 2017 و2018 لدى خالد بن حمد.

ويقاضي بيتارد حاليا خالد بن حمد، نجل أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وكذلك يقاضيه ماثيو أليندي الذي عمل كمرافق طبي له في نفس الفترة الزمنية تقريبا.

ويكشف أليندي عن أنه طُلب منه في كثير من الأحيان البقاء لمدة 36 ساعة متواصلة مع خالد بن حمد أثناء حفلاته وسهراته، ثم تم احتجازه فعليا كرهينة، بعدما تعرض للإصابة بينما يحاول الهرب من أعلى أسوار قصر خالد بن حمد.

ويطالب بيتارد وأليندي، في الدعوى القضائية أمام محكمة فيدرالية أميركية، بمبلغ إجمالي 34 مليون دولار، عبارة عن أجور غير مدفوعة وساعات عمل إضافية، وتعويض عن الفصل التعسفي والإصابات البدنية وغيرها من الممارسات الخاطئة.

ويقول بيتارد إنه كان يعمل أولاً كمقاول دفاع لدى إحدى شركات خالد بن حمد في قطر، حيث كان يتولى تدريب جنود وضباط الشرطة القطرية.

وفي سبتمبر 2017، يقول بيتارد إن خالد بن حمد تعاقد معه كرئيس لفريق الحرس الأمني الخاص به في الولايات المتحدة، وككبير مستشاري دفاع في قطر. وتضمنت مهمته حراسة خالد بن حمد والوفد المرافق له، أينما سافروا، حيث كانوا دائمي التنقل بين الولايات المتحدة وقطر ولندن.

وفي حديثه إلى قناة ABC Action News الأميركية، قال بيتارد إنه في نفس الشهر الذي بدأ فيه مباشرة مهام وظيفته، طلب منه خالد بن حمد أن يقتل رجلاً جاء لتحصيل ديون لا تزيد قيمتها عن 6000 دولار.

وأضاف بيتارد أنه رفض تنفيذ طلب خالد بن حمد بل وقام بسداد الدين بنفسه.

وردا على سؤال عما إذا كان من الممكن أن يكون الأمر مجرد مزاح من جانب خالد بن حمد، فأجاب بشكل قاطع قائلا: "بالتأكيد لا".

وفي نوفمبر من نفس العام، قال بيتارد إن خالد بن حمد أمره بقتل امرأة كان يغار عليها ويشك في أنها كانت تراسل رجلاً من بلد آخر في الشرق الأوسط، وبالتحديد طلب منه إطلاق النار على رأسها مرتين "بأسلوب المافيا" ودفنها في الصحراء.

وقال بيتارد: "في تلك المرحلة، نهضت وقلت له: لا تطلب مني أبداً أن أفعل ذلك مرة أخرى".

واستطرد بيتارد قائلاً إنه علم أثناء تواجده لأداء عمله، في يوليو من العام التالي، أن خالد بن حمد يحتجز مواطنا أميركيا ضد إرادته داخل أسوار أحد قصوره. ثم بعد ذلك قام خالد بن حمد بالزج برهينته في أحد السجون القطرية، إلا أنه (بيتارد) نجح في المساعدة على تهريب الرهينة بالتعاون مع موظفي السفارة الأميركية.

وعندما اكتشف خالد بن حمد ما قام به بيتارد، ثار واتصل ببيتارد حيث قام بتهديده بقتله هو وعائلته، ثم أجبره لاحقا تحت تهديد السلاح على توقيع اتفاق "عدم إفشاء".

وقال أليندي، الذي عمل مرافقاً طبياً لخالد بن حمد من أكتوبر 2017 إلى فبراير 2018، إنه كان يتم تكليفه بشكل روتيني مواصلة العمل لمدة 24 أو 36 ساعة متوالية، خلال حفلات خالد بن حمد الصاخبة الماجنة، للحفاظ على بقائه على قيد الحياة (مراقبة علاماته الحيوية والمسارعة بإنقاذ حياته إذا تعرض لخطر الموت بسبب تعاطي جرعات زائدة من المخدرات).

ونقلت "ديلي ميل" ما ذكره بيتارد، في تصريحه لشبكة ABC Action News، حول واقعة إنقاذه لحياة خالد بن حمد بواسطة عقار Narcan، وهو دواء يستخدم عادة لعلاج جرعات الهيروين الزائدة، بعدما سقط فاقدا للوعي بعد تعاطي جرعة زائدة.

وقال أليندي إنه بعد 3 أسابيع من العمل دون توقف ونوبة العمل لمدة 36 ساعة على التوالي في مقر إقامة خالد بن حمد في قطر، طلب الحصول على إجازة لمدة يوم. ولكن عندما وصل إلى بوابة القصر أوقفه حارس يحمل سلاحاً قائلاً: "إن خالد بن حمد عدل عن رأيه وأنه غير مسموح له بالمغادرة".

وعندما أجبره الحارس على العودة إلى الداخل، استشعر الخطر وقرر الفرار للنجاة بنفسه قفزاً من أعلى سور يبلغ ارتفاعه حوالي 6 أمتار.
ومضى أليندي قائلاً إنه عندما سقط على الجانب الآخر من السور تعرض لكسور في قدمه بما استدعى حصوله على عناية طبية فورية. وبالفعل تم جره إلى داخل القصر مرة أخرى حيث مكث أكثر من شهرين قبل أن يتم السماح له بالعودة إلى الولايات المتحدة بمجرد تماثله للشفاء.

ولا تعد هذه الحوادث هي الأولى من نوعها التي يرتكبها خالد بن حمد، ففي عام 2015، اضطر للفرار من الولايات المتحدة بعدما تم رصد قيادته برعونة لسيارة فيراري ذات طلاء أصفر زاهٍ، وتخطى علامات التوقف في بيفرلي هيلز معرضاً حياة المارة للخطر باستهتار شديد.

وتم تداول روايات آنذاك عن تهديده بالقتل لمصور صحافي، قام بالتقاط مقاطع فيديو للواقعة. وعندما استدعى خالد بن حمد إلى مخفر الشرطة، ادعى كذباً أنه يحمل حصانة دبلوماسية، كما أنكر قيادته لأي من السيارتين، اللتين ظهرت أرقام لوحاتهما في مقاطع الفيديو، واللتين تعود ملكيتهما له شخصياً.

اشتهر خالد بن حمد بقيادة سيارات سباقات السرعة، وبخاصة السباقات في قطر. وتشير تقارير صحافية إلى أن خالد بن حمد أنفق أكثر من 10 ملايين دولار في هذه الرياضة وأسس فريقاً لسباقات السيارات في قطر.

وامتنعت السفارة القطرية في الولايات المتحدة عن الرد على طلب شبكة "إيه بي سي" ABC الأميركية للتعليق على تصريحات بيتارد وأليندي، كما لم تنجح محاولات "ديلي ميل" البريطانية للتواصل مع شركات خالد بن حمد.