منطقة أردوغان الآمنة.. الخطر الجديد

كلمة الوئام
كلمة الوئام

بالانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة، وسحب قواتها من سوريا، على ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة، سيكون هناك خلط كبير فيما ستقدم عليه المنطقة وما سيكون عليه حالها في الأيام القليلة القادمة.

فمن جهة، يريد أردوغان بحجة تصفية الجيوب "الإرهابية" للأكراد وإبعادها عن حدود تركيا؛ الشروع في إبعاد اللاجئين السوريين إليها بعد سنوات من الاستقبال والاستثمار في أوضاعهم خصوصاً مع الاتحاد الأوربي.

ومن جهة ثانية، ينذر توغل الجيش التركي الوشيك من أجل المنطقة الآمنة، بإرباك حسابات الأكراد، واحتمال اصطفافهم مع النظام السوري، بعد أن خذلهم ترامب، وفي ذلك خطر واضح على طبيعة الأوضاع ومعادلاتها.

ومن جهة ثالثة، سيكون ذلك الانسحاب للجيش الأمريكي وما كان يقدمه من إمكانات لوجستية متقدمة في رصد حراك الدواعش، بمثابة تمهيد لعودة محتملة للأخيرين، بحيث يصبح حال المنطقة في شرق الفرات كما كان حالها قبل سنوات. كل تلك التطورات ستمهد كذلك لإحياء العلاقة القديمة لإيران بالدو اعش، ومن ثم عودة الأخطار والأهوال التي كان يثيرها التنظيم على مدى السنوات القادمة.

استثمار إيران في الدواعش، عقب انسحاب الجيش الأمريكي من شرق الفرات سيكون مجدداً في منطقة غرب الفرات، وسيشكل ذلك إعاقة للاختراق الضئيل الذي سجلته الأمم المتحدة بالبحث عن مستقبل سياسي ضئيل للحل عبر فكرة اللجنة الدستورية المشتركة بين المعارضة والنظام السوري.

يريد أردوغان إربك الساحة السورية من جديد في شرق الفرات، تزامناً مع إطلاق قبضة الإيرانيين في غرب الفرات.

هكذا سيجهض التدخل التركي بحجة المنطقة الآمنة التحسن الكبير الذي شهدته المنطقة على يد قوات "قسد" ودورها الكبير في القضاء على الدواعش.