بوتين في الرياض.. زيارة لها ما بعدها !

كلمة الوئام
كلمة الوئام

زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس إلى المملكة العربية السعودية، التي وصفها الوزير عادل الجبير بأنها زيارة تاريخية، هي كذلك بامتياز، في ظل أحداث ووقائع جيوسياسية حساسة تمر بها منطقة الخليج.

لقد نجحت روسيا في ظل قيادة بوتين في رسم وضبط علاقات متوازنة مع جميع اللاعبين الدوليين والإقليميين، سواء مع الولايات المتحدة أم مع أوربا، وغيرهما. وتنبع أهمية الدور الروسي من قدرته على رؤية التوازنات الدقيقة في المنطقة، وحرصه على استدامتها في ظل اهتزازت ضربت المنطقة العربية، وكشفت في الوقت ذاته عن صراعات محتملة، ولا يمكن ضبطها إلا من خلال سعي دبلوماسي لقوى دولية وازنة. وهذا هو الدور الروسي الذي يضبط إيقاعه بوتين في هذه المنطقة. توقيت زيارة بوتين إلى الرياض، وطبيعتها المتصلة بملفات كثيرة سياسية واقتصادية، تصب في صالح البلدين بالأساس ولكنها تتجاوز ذلك أيضاً لما لروسيا من علاقات واستراتيجيات يستطيع بوتين من خلالها لعب أدوار رئيسية في الملفات الشائكة للمنطقة. ولاسيما منطقة الخليج العربي.

قدرة بوتين على التواصل مع الأطراف الفاعلة في المنطقة العربية والأطراف الإقليمية المجاورة وتفهمه لتناقضاتها تجعله أكثر استيعاباً وفعالية على تقديم حلول معقولة يملك القدرة على إدارتها عبر علاقات روسيا المتعددة والمتميزة بين كل تلك الأطراف في دول المنطقة.
الملف الاقتصادي في مجالات التجارة والطاقة مع المملكة سيعكس أولويات حرص روسيا في استدامة ذلك التعاون، لاسيما حين صرح بوتين قبل مجيئه للمملكة في حوار مع قنوات العربية وسكاي نيوز وروسيا اليوم بضرورة تفعيل العمل المشترك لحل الأزمات الإقليمية، مشيدا بـدور السعودية الإيجابي.

زيارة بوتين زيارة تاريخية بكل المقاييس، وستكون انعكاساتها الإيجابية في حل أزمات المنطقة بمثابة المفاجأة التي انتظرها الجميع في المنطقة والعالم!