مهارة التواصل في العمل

ربما يصادفنا مصطلح المهارات الناعمة لكن البعض لا يفهم حقا ما الذي يعنيه، إنه شيء لا يمكن تعلمه في المدارس بصورة مباشرة ولكن إذا أردنا تحقيق النجاح والسعادة فلا بد أن نسعى لامتلاك هذه المهارات.

نجد أن المهارات الصلبة هي تلك التي تتحدث عن العلوم الأكاديمية التي يتلقاها الانسان وتتطلب الذكاء المنطقي،ومن امثلتها: الرياضيات، الفيزياء، المحاسبة، البرمجة، التمويل، الأحياء، الكيمياء، الإحصاء في حين يُقصد بالمهارات الناعمة تحديد شكل علاقاتنا مع الآخرين والنهج المتبع في الحياة والعمل وتتطلب الذكاء الوجداني ومن امثلتها: الثقة بالنفس – إدارة الضغوط – مهارات التواصل.

تفشل المدارس عادة في تطوير مهاراتنا الناعمة فعلى سبيل المثال قد نتعلم في المدرسة كيف نكتب مقالاً من 1000 كلمة ولكننا لن نتعلم كيف نكسب ثقة شخص خائف ومُهتزّ، فمشكلة مناهجنا تركز على الشق الأيسر للدماغ وتعلم كيفية التحليل ونقد الأمور بخلاف الشق الأيمن والغائب في مناهجنا والذي له دور في الاتصال الانساني ومعرفة حتى نبرات الأشخاص.

ولهذا يفتقد البعض لهذه المهارات ولا يمتلكها وبالتالي يصعب عليه ترك أثر في الناس، أما من يملكها، حتى ولو كان ضعيفًا في المهارات الصلبة ويتمتع بالمهارات الناعمة فمن المؤكد أنه سيترك أثرًا قويًا في نفوس المتعاملين معه، ومن أبرز المهارات الناعمة هي: مهارة التواصل وأود أن أركز على هذه المهارة لإيماني بأهميتها الشديدة في مجال العمل، فيُعرفالتواصل في العمل بأنهكيفية التعامل مع القادة والزملاء بلطف وكذلك التعامل مع الجمهور(الطلبة، العملاء، المستفيدين) بحسن ولباقة، حيث يُشكل التواصل محوراً أساسياً وحيوياً وتطور المجتمعات البشرية، فهو المحدد الأساسي لنجاح أي علاقة مع الاخرين، كما ويتضمن التواصلمجموعة من المهارات الصغيرة كالقدرة على التحدث بطلاقة –الإصغاء والاستماع – القدرة على توفير تغذية راجعة – تكوين علاقات اجتماعية ناجحة – القدرة على تحفيز الآخرين.

وفي إحدى التجارب والدراسات اجرى العالم ديل كارنيجي (خبير العلاقات الإنسانية) دراسات متعددة للنهوض بالمعلمين وتم التوصل إلى أن 15 % من النجاح للإنسان يعود الى معرفته ومادته العلمية، و85 % يعود إلى العلاقات الإنسانية والقدرة على التعامل مع الطلبة، فالتواصل الإنساني الناجح مهارة حياتية لا يجيدها كل إنسان وتحتاج إلى ابتسامة وروح مرحبة وكلمة مفرحة وفكر حاضر وتفاؤل مستمر وعيون لماحه، وفي المقابل نجد أن بعض الناس يستغرق في تحليل تصرفات من حوله وإدراجها تحت خانتي الكراهية أو الحبوهذا عمل يفسد الأرواح والقلوب فيُذيب لذة الحياة(الذين يألفون ويؤلفون).

تستوقفني قصة بائع العسل عندما سأل بائع الخل: لماذا يُقبل الناس عليك ويدبرون عني؟ فقال له: لأني أبيع الخل بلسان من عسل وانت تبيع العسل بلسان من خل، ولو كان بائع العسل يمتلك مهارات التواصل والتي من ضمنها القدرة على الحوار والإقناع لاستطاع بيع بضاعته بسهولة، فالنفس البشرية تميل بطبيعتها إلى الشخص السمح، اللين ذو الروح المنبسطة ولهذا تذكر عزيزي القارئ وأنت تتعامل مع الناس أنك لا تتعامل مع مخلوقات منطقية، بل مع مخلوقات عاطفيه، مخلوقات مليئة بالشر والخير، وأن الحياة بدون تواصل معهم لا… ولن تكون أبداً… حياة.