وزير لبناني يهرب من الباب الخلفي خوفا من مواطنين غاضبين

طرد لبنانيون غاضبون وزير المهجرين غسان عطاالله أثناء زيارته للمتطوعين لمواجهة الحرائق في مدينة الدامور، والذين كانوا متواجدين داخل أحد مطاعم المدينة الذي يتخذونه كغرفة للعمليات لتزويد عناصر الدفاع المدني والمتطوعين العاملين على إخماد الحرائق بالطعام والمياه.

وتداولت وسائل إعلام فيديو أظهر مواطنين هتفوا ضد الوزير "ارحل ارحل"، وقال بعضهم: "انتهى كل شيء.. جاءوا ليستعرضوا".

وقيل إن مرافقي الوزير سحبوا أسلحتهم واعتدوا على بعض المتواجدين داخل المطعم، في حين غادر الوزير من باب خلفي.

وعلق الوزير على الواقعة قائلا إنه ذهب إلى المطعم المذكور بناء على طلب صاحبه غسان عبدالله الذي فتح أبواب المطعم وغرفة للعائلات المنكوبة من الحريق.

وأضاف أنه تعرض لمضايقات من قبل بعض ممثلي الجمعيات التي كانت متواجدة في المكان لمساعدة الأهالي ووصفهم بـ"الغوغائيين".

واندلعت حرائق في مناطق لبنانية وسورية عدة، والتهمت النيران مساحات واسعة من الأراضي ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وتوسعت رقعة النيران بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة ولم تتمكن فرق الدفاع المدني من إخمادها في ظل إمكانيات محدودة. ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري إجراء اتصالات مع عدد من الدول للمساعدة في إطفاء الحرائق التي تجتاح لبنان.

أفادت وسائل إعلام محلية أن النيران التهمت مساحات واسعة من الأراضي في لبنان وسوريا، وتزامن اندلاعها مع ارتفاع في درجات الحرارة ورياح شديدة، ما خلف ثلاثة قتلى على الأقل.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو مرعبة للنيران التي أتت على مساحات واسعة مزروعة بالأشجار في البلدين وحاصرت مدنيين في منازلهم جنوب بيروت.

واندلعت نحو 103 حرائق في مناطق لبنانية عدة، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار.

وتركزت الحرائق التي لم تتمكن فرق الدفاع المدني من إخمادها طيلة الليل، في منطقة الشوف وإقليم الخروب جنوب بيروت بشكل خاص. وتوسعت رقعة النيران بفعل سرعة الرياح الساخنة، وفق الوكالة.

وقُتل مدني على الأقل في منطقة الشوف أثناء تطوعه لمساعدة فرق الإطفاء على إخماد حريق، وفق ما أعلنت عائلته.

وفي منطقة المشرف بجنوب بيروت، لم تتمكن فرق الإطفاء والأجهزة المعنية من إخماد حريق مستمر منذ يومين.

وأتت النيران على أربعة منازل وأحرقتها بالكامل. وأخلى سكان منازلهم "جراء شدة الاختناق التي طالت العشرات"، وفق الوكالة.

وغطت سحب الدخان جراء الحرائق مداخل بيروت والشوف وصيدا جنوبا.

وبدت السلطات اللبنانية عاجزة عن السيطرة على الحرائق في ظل إمكانيات محدودة، وأجرت اتصالات مع عدد من الدول المجاورة لمساعدتها.

من جانبها، أرسلت قبرص طائرتين شاركت مع طوافات للجيش اللبناني في عمليات مستمرة لإخماد الحرائق، حسب ما ورد في بيان للجيش.

سعد الحريري يطلب مساعدة خارجية

وأكد رئيس الحكومة سعد الحريري إجراء اتصالات "مع عدد من الدول لإرسال طوافات وطائرات إضافية لإطفاء الحرائق"، موضحا "لم نترك جهة إلا واتصلنا بها للمساعدة، وأجرينا اتصالات بالأوروبيين الذين سيرسلون وسائل مساعدة خلال أربع ساعات".

وصرحت وزيرة الداخلية ريا الحسن بعد اجتماع لجنة إدارة الكوارث الثلاثاء أن "اليونان استجابت لطلبنا وستوفد طائرتين للمساعدة".

حرائق في سوريا

وفي سوريا، اندلعت عشرات الحرائق منذ الاثنين في كل من محافظات طرطوس واللاذقية (غرب) وحمص (وسط)، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، وتمت السيطرة على الجزء الأكبر منها.

ونقلت الوكالة عن محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم ليل الاثنين أن "الرياح الشديدة وعدم إخماد الحرائق فى الوقت المناسب، إضافة إلى وعورة التضاريس وصعوبة الوصول إلى مناطق الحرائق" ساعد على انتشارها.

ونشرت صورا لسحب عالية من الدخان الكثيف تغطي مناطق واسعة في ريف طرطوس حيث بدت الأراضي مكسوة باللون الأسود بعد إخماد الحريق.

وقُتل عنصران من دائرة حراج اللاذقية أثناء إخماد الحريق في ريف اللاذقية.

وفي محافظة طرطوس، نشب أكثر من مئة حريق منذ الاثنين، وفق ما نقلت وكالة "سانا" عن المحافظ صفوان أبو سعدى الذي أشار إلى السيطرة على معظم الحرائق. ولفت إلى تزامنها مع موسم جني الزيتون.

أما في حمص، فقال المحافظ طلال البرازي إن الأضرار "اقتصرت على الماديات ولا سيما الأشجار في بعض المناطق الحرجية وشبكات الكهرباء التي تمر من هذه المنطقة الجبلية" ذات الطرق الوعرة.