المملكة تؤكد في الأمم المتحدة حرصها على ترسيخ منهج الوسطية ومكافحة التطرّف

أكدت المملكة العربية السعودية حرصها بكل جهدٍ عبر وسائلها الإعلامية على ترسيخ منهج الوسطية واحترام الحقوق والعدالة والحد من خطابات الكراهية ومكافحة التطرّف وعدم إتاحة الفرصة للجماعات الإرهابية والمتطرفة لاستخدام المنصات الإعلامية لبث أفكار الكراهية والعنف .
جاء ذلك خلال كلمة المملكة أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة (اللجنة الرابعة) المنعقدة للمناقشة حول البند المتعلق بالمسائل المتعلقة بالإعلام التي ألقاها اليوم عضو وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السكرتير ثاني إبراهيم بن سليمان التركي.
وأوضح التركي أن المملكة تؤمن بأهمية الإعلام والدور المهم والمحوري الذي يؤديه في ترسيخ مفاهيم التعايش بين الشعوب ، وتوطيد الترابط بينها، وتعزيز حقوق الإنسان والارتقاء بها، حيث تسهم وسائل الإعلام بدورٍ أساس في إشاعة لغة الحوار ونشر ثقافة المحبة والسلام والعدالة والحرية والاحترام المتبادل ، مشيراً إلى أنه تقع على وسائل الإعلام اليوم مسؤوليةٌ كبرى في مكافحة الجريمة بكل أنواعها بما فيها التطرّف والإرهاب التي تستخدم جماعاتها وسائل الإعلام ، خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي ّ، لنشر الكراهية والعنف والعنصرية والتحريض على نشوب النزاعات.
واستعرض جهود المملكة لمواجهة هذا الخطر بشكلٍ شموليٍّ ومتناغمٍ من خلال إقامة العديد من المبادرات والمراكز والهيئات كمركز الحرب الفكرية الذي يختصّ بمواجهة جذور التطرف والإرهاب وتعزيز المناعة الفكرية ، والمركز العالميّ لمكافحة الفكر المتطرف "اعتدال" الذي يهدف إلى رصد الفكر المتطرف في ساحات مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت والإعلام بوجهٍ عامٍّ وتحليله للتصدي له ومواجهته والوقاية منه، ونشر مبادئ التسامح والاعتدال.
ونوه التركي بأن حكومة المملكة العربية السعودية تعمل من خلال إعلامها على إبراز رسالتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتكوين صورةٍ حقيقيةٍ عن المجتمع السعودي ّ، والتأكيد لشعوب العالم أجمع على تقبّل المواطن السعودي للآخر ورغبته في حوار الثقافات وتلاقيها.
وأعرب عن تثمين المملكة الجهود الفاعلة التي تقوم بها إدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة في التعريف بثقافات الدول والنهوض بالوعي العالميّ وتسليط الضوء على القضايا الدولية المهمة، داعياً الجهات المعنية في الأمم المتحدة خاصةً إدارة الإعلام إلى ضرورة تحري الدقة والحقيقة في المعلومات والتأكد من مصداقيتها وأخذها من مصادرها الرسمية؛ تمشّياً مع أخلاقيات المهنة الإعلامية النبيلة وأعرافها، فضلاً عن تسليط الضوء على انتهاكات الميليشيات والمجموعات الإرهابية واعتداءاتها وتهديدها الأمن والسلم الدوليين .
وقال التركي: تأمل بلادي أنْ تبذل الأمم المتحدة مزيداً من الجهود من أجل الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه وسائل الإعلام التي تحرّض على الكراهية والتطرف والعنف والتخريب بين الشعوب، وتسعى لزعزعة الأمن والاستقرار ، ونشر تقارير مغلوطةٍ، وتسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه ، وأن تعمل بشكلٍ مكثّفٍ على نشر الوعي العالميّ وإرساء الأمن والسلم في العالم.
وأضاف قائلاً: إنّ قيام وسائل الإعلام بهذا الدور الإيجابيّ الفعال يعكس صورةً حسنةً عن دوها في تعزيز قيم التفاعل والتقارب الدوليّ الذي يقوم على احترام حقوق الإنسان وحرية الأفراد والشعوب وحقوقهم، ومكافحة الإرهاب والأطماع التوسعية ، والوقوف بجانب الحق والعدل والسلام ، ومناهضة الظلم والتطرف والعنصرية .
وجدد التركي في ختام الكلمة تأكيد دعم المملكة المستمرّ لجهود الأمم المتحدة ، وإبدائها تعاونها الدائم مع جميع وكالاتها من أجل تحقيق مقاصدها السامية ، والسير نحو تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030م، وإرساء قواعد الأمن والسلم الذي ننشده جميعاً.