لبنان.. تظاهرات حاشدة في انتظار رحيل الحكومة

وتيرة أحداث متسارعة في لبنان، ضريبة أقرتها الحكومة على مكالمات واتس اب كانت الشرارة التي أشعلت الأحداث، أغلق عشرات الآلاف من المحتجين في أنحاء لبنان الطرق، وأشعلوا النار في إطارات، في ثاني يوم من الاحتجاجات المطالبة بإسقاط جميع رموز النخبة السياسية التي يقولون إنها خربت الاقتصاد وأوصلته إلى نقطة الانهيار.

وقالت وسائل إعلام لبنانية إن إطلاق نار في ساحة النور في مدينة طرابلس (شمالي البلاد) أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين.

كما أكدت احتراق مبنى دار الأوبرا القديم في بيروت.

ويشارك في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام، عامة الشعب من مختلف الطوائف والدوائر. ورفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات تطالب حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري بالاستقالة.

وبحلول العصر خرجت جموع من المحتجين في القرى والبلدات في جنوب وشمال وشرق لبنان، وكذلك العاصمة بيروت، ووجهوا انتقادات لجميع الزعماء السياسيين.

ووصل المتظاهرون إلى مشارف القصر الرئاسي في ضواحي بعبدا.

وفي أنحاء البلاد هتف المحتجون ضد كبار قادة البلاد، ومنهم الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة رفيق الحريري، ورئيس البرلمان نبيه بري، وطالبوا باستقالتهم.

تأتي الاحتجاجات في وقت يحذر فيه خبراء اقتصاد ومستثمرون ووكالات تصنيف ائتماني من أن الاقتصاد اللبناني، المثقل بالدين، والنظام المالي، المتخم بالفساد، على شفا الانهيار أكثر من أي وقت مضى، منذ الحرب التي اجتاحت البلاد في الثمانينيات.

وضغط حلفاء أجانب على الحريري لإجراء إصلاحات تعهد بها منذ وقت طويل، لكنها لم تتم، بدءا بإصلاح بعض الأصول الحكومية.

مواجهات عنيفة.. وقتيلان

وتصاعدت المواجهات بين قوى الأمن اللبناني والمحتجين، بعد انتهاء خطاب ألقاه رئيس الوزراء سعد الحريري، مما أسفر عن إصابة العشرات في شوارع وسط بيروت، فضلا عن مقتل شخصين في طرابلس (شمالي البلاد).

وأطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع على المحتجين خارج مقر الحكومة في وسط بيروت، بعد رفض المحتجين خطاب الحريري الذي منح فيه "شركاءه السياسيين" مهلة 72 ساعة لدعم أجندة إصلاحاته، وسط تصاعد الاحتجاجات في أنحاء البلاد على تفاقم ازمة البلاد الاقتصادية.

وردد الآلاف مساء الجمعة "ارحل" رفضا لخطاب الحريري.

وحاول المحتجون شق طريقهم إلى مقر مجلس الوزراء، وتصدت لهم قوات الأمن بإلقاء الغاز المسيل للدموع، مما دفعهم للفرار في عدة اتجاهات، ففتحت عليهم قوات الأمن خراطيم المياه.

وشهد محيط رياض الصلح في وسط العاصمة بيروت تصاعدا للمواجهات، حيث سادت حالة من الكر والفر في الشوارع القريبة من الساحة، أسفرت عن إصابات في صفوف المتظاهرين نتيجة إطلاق قوى الأمن للغاز المسيل للدموع.

وذكرت محطات تلفزيونية محلية أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين في وسط العاصمة بيروت، بعدما أضرم متظاهرون النار في مبنى قريب.

وأظهرت لقطات بثتها كاميرا "سكاي نيوز عربية" متظاهرين يعانون من الاختناق جراء الغاز المسيل للدموع، ويطلبون المساعدة. وطالت أعمال تخريبية سيارات ومحال تجارية في وسط بيروت.

وذكرت رويترز أن بعض المحتجين، ومنهم ملثمون، يحطمون واجهات متاجر.

وفي مدينة طرابلس، شمال البلاد، قالت مصادر لسكاي نيوز عربية إن إطلاقا للنار في ساحة النور أسفر عن مصرع شخصين وإصابة آخرين.