ترامب يستهدف اللاجئين بإجراء غير مسبوق

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً بتقليص الحد الأقصى لعدد اللاجئين الجدد المسموح باستقبالهم في الولايات المتحدة في السنة المالية الجديدة إلى 18 ألف لاجئ.

وجاء في مذكرة وقعها ترامب ونشرها المكتب الصحفي للبيت الأبيض في وقت متأخر من يوم أمس الأول الجمعة أن خفض عدد اللاجئين الذين يتم قبولهم "له ما يبرره من المخاوف الإنسانية أو ما يخدم المصلحة الوطنية".

وتحدد السياسة عدد الذين يمكن قبولهم من العراق بأربعة آلاف شخص وعدد الذين يمكن قبولهم من السلفادور أو غواتيمالا أو هندوراس مجتمعين بـ 1500 شخص.

ووفقاً للسياسة الجديدة فإن العدد الباقي والبالغ 12 ألف و500 فهو للأشخاص الذين يخشون الاضطهاد بسبب معتقداتهم الدينية أو أنشطتهم السياسية أو الذين يتم إحالتهم إلى برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن هذا هو أقل مستوى للحد الأقصى يجري وضعه منذ تطبيق برنامج اللاجئين في الولايات المتحدة في عام 1980،وكان هذا الحد وصل في العام المالي السابق إلى 30 ألف شخص.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان يوم السبت " في جوهر السياسة الخارجية لإدارة ترامب الإلتزام باتخاذ قرارات على أساس الواقع، وليس الأماني، ومن أجل تحقيق نتائج مثالية تستند إلى حقائق ملموسة".

وأضاف:"إن معالجة المشاكل الأساسية التي تُبعد اللاجئين عن ديارهم تساعد المزيد من الناس بسرعة أكبر من إعادة توطينهم في الولايات المتحدة".

وفي عام 2016 ، آخر سنة كاملة للرئيس باراك أوباما في السلطة، تم السماح لنحو 85 ألف لاجئ بالدخول إلى الولايات المتحدة.

وقلص ترامب العدد في عام 2017، وهو أول عام له في المنصب، حيث تم السماح لحوالي 53 ألف لاجئ بدخول الولايات المتحدة، وفقاً لتقرير أصدرته وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في مارس (آذار) الماضي.

وأعلنت الحكومة الأمريكية في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي أنها تعتزم إجراء خفض جديد على الحد الأقصى لأعداد اللاجئين الجدد، قائلة إن الرقم المحدد الجديد سيسمح للحكومة بالتركيز على معالجة المشاكل على الحدود الجنوبية، والتي تعد بمثابة "أزمة".

في بيانه، قال بومبيو إن "العبء" على نظام الهجرة، والذي تفاقم بسبب الوضع على الحدود الجنوبية، "يجب تخفيفه قبل أن نتمكن من إعادة توطين أعداد كبيرة من اللاجئين مرة أخرى".

وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها من خطوة البيت الأبيض.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي: "في وقت يعد النزوح القسري في العالم قياسيا، فإن تقييد حالات القبول يقلل قدرة المفوضية على الوفاء بمهمتها المتعلقة بحماية اللاجئين ويقلص من قدرتنا على التفاوض بشأن القضايا الإنسانية على المستوى العالمي".

وأضاف في بيان "مفوضية حقوق اللاجئين منزعجة بطبيعة الحال من هذا التوجه في الولايات المتحدة وأماكن أخرى".

ويحظى ترامب بتأييد قوي من قبل أنصاره بسبب سياسته الصارمة في ملف الهجرة، غير أن هناك الكثير من النقد الموجه إليه من قبل المنظمات الإغاثية والجماعات المدافعة عن اللاجئين.