بعد الـ15 مليار دولار والإنفاق على ضرب سوريا.. تركيا تفضح خيانة قطر للعرب

منذ إعلان تركيا بدء العدوان العسكري على شمال سوريا، لم تستطع قطر إخفاء موقفها المساند للعملية والمخالف للموقف العربي.

جملة من التصريحات المتوارية أطلقها مسؤولو نظام الحمدين تبارك مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقذف الشمال السوري وبدء الانتهاكات على أرض عربية.

روجت الأذرع الإعلامية للدوحة، على رأسها الجزيرة، للعدوان التركي على أنه عملية عسكرية لتطهير الحدود السورية من مليشيات مسلحة تهدد الأمن القومي التركي، كما أعلن أردوغان، وغضت الطرف عن جرائم قتل المدنيين من الأكراد وتهريب عناصر تنظيم داعش من السجون السورية.

لم يكن موقف قطر من رفض بيان الجامعة العربية الذي أدان العدوان التركي على الأراضي السورية مستغربا، فقد جلس السفير إبراهيم بن عبدالعزيز السهلاوي مندوب دولة قطر لدى الجامعة العربية، الذي حضر اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن الاحتلال التركي للشمال السوري، وحيدا بعيدا عن الصف العربي.

وفي التفاصيل، دخل السهلاوي الاجتماع ولم يسلم عليه أحد من الوزراء فوقف وحيدا واضطر إلى تسليم ورقة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية بالكلمة التي كان ينتوي إلقاءها أمام الاجتماع، مكتفيا بهذا القدر، وفقا لمصادر حضرت الاجتماع.

جلس مندوب قطر يستمع إلى كلمات وزراء الخارجية العرب واحدا تلو الآخر، والإدانات المتتالية للجريمة التركية في الشمال السوري بقتل السوريين وتهجيرهم، منشغلا بالتدوين لينقل تفاصيل الأجواء إلى الدوحة، وما لبس الاجتماع من الانتهاء وإصدار البيان الختامي حتى خرجت قطر ببيان ترفض فيه المضمون الذي تضمن إدانة الاحتلال التركي وتبارك مساعي أردوغان.

تركيا تفضح قطر

لم تستطع الدوحة إنكار الفضيحة الكبرى التي كشفها وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الأحد، عندما قال إن الحكومة القطرية هي من قامت بتمويل عملية غزو سوريا وإقامة ما تسميه "المنطقة الآمنة".

وقال الوزير التركي، في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر"، إنه التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة في الدوحة، مضيفاً "بلّغته تحيات رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان وشكر قطر على تمويلها عملية نبع السلام".

ولم تذكر تركيا حجم الأموال التي ضختها قطر لدعم العملية العسكرية التركية التي سعى أردوغان إلى إقناع الحكومات الأميركية والأوروبية بالمشاركة في تمويلها ولم ينجح، والتي تواجه عقبات سياسية بسبب القيود التي فرضت على حركة القوات التركية وموافقة أنقرة على التنسيق مع القيادات العسكرية على الأرض لكل من روسيا وإيران والنظام السوري.

بعد تغريدة وزير الخارجية التركي اجتاح غضب عارم الأوساط العربية، ندد سياسيون عرب الموقف القطري ووصفوه بـ"المخزي"، واعتبر آخرون قطر شريكة للنظام التركي في جريمة الحرب ضد الأكراد في شمال سوريا.

بينما تصدر هاشتاج "#اردوغان_يحلب_تميم" قوائم الأكثر تداولة في موقع التواصل الاجتماعي بالدول العربية، وراح مغردون يستنكرون الموقف القطري، منددين بخيانة العرب.

ورغم تحفظ النظام التركي على الإفصاح عن حجم الأموال التي تكفلت بها الدوحة في العدوان على سوريا، إلا أن ذلك لم يكن الدعم المادي الوحيد المعلن من الجانب القطري لتركيا، ففي أغسطس 2018 عقب زيارة من أمير قطر تميم بن حمد إلى أنقرة أعلن عن دعم بقيمة 15 مليار دولار للاقتصاد التركي الذي يمر بصعوبات وهبوط سعر صرف الليرة التركية إلى جانب فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على تركيا.