بالفيديو.. إيران تشتعل.. هل تطيح احتجاجات الوقود بالنظام الإيراني؟

في منتصف ليل الجمعة، تجمع حشد كبير من الإيرانيين في محطات البنزين بمدن مختلفة للاحتجاج على ارتفاع أسعار الغاز.

المشهد هذه المرة في المدن الإيرانية يوحي بغضب عارم ربما يكون ثمنه الإطاحة النظام الإيراني، بعدما فاجأ المواطنين بإعلان غير مسبق عن زيادة سعر البنزين العادي غير المقنن أو الحر للتر الواحد بنسبة 300 بالمائة أي 3 آلاف تومان للتر الواحد. وكان سعر البنزين غير المدعوم شهريًا للتر الواحد ألف تومان. كما زاد سعر البنزين المدعوم شهريًا ليصبح 1500 تومان لكل لتر. الأمر الذي سيزيد من الاحتجاجات الاجتماعية ضد النظام من قبل الشعب الإيراني.

الارتفاع المفاجئ في أسعار البنزين، دون إشعار مسبق، يعد مؤشرا واضحا على الإفلاس الاقتصادي لنظام الملالي، وبالإضافة إلى الشعب الإيراني، يواجه النظام غضب الشعبين العراقي واللبناني ضد تدخلات هذا النظام في شؤونهما.
أثار ارتفاع أسعار الغاز على الفور غضبًا عامًا، فنشر النظام قوات مكافحة الشغب في محطات البنزين لدرء الاحتجاجات الاجتماعية وقمع المواطنين المحتجين.

بعد ساعات فقط من الارتفاع الحاد في أسعار الغاز، أفادت الصور والتقارير الشعبية انتشار الشرطة وعناصر مكافحة الشغب في جميع أنحاء البلاد.

ووفقًا للشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المنتجات النفطية، فإن الزيادة في أسعار البنزين تستند إلى قرار المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي للسلطات الثلاث [التنفيذية (روحاني) والتشريعية (لاريجاني) والقضائية (رئيسي)]. وانخفضت عائدات النفط بشكل كبير نتيجة العقوبات الدولية على النظام.

وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية NCRI قد أعلن مرارًا وتكرارًا في بيانات مختلفة على مر السنين بأن النظام الإيراني وضع أركان استراتيجيته للبقاء في الحكم على تصدير الإرهاب وتأجيج الحروب في المنطقة إلى الخارج وقمع الشعب الإيراني في الداخل وبالتالي فهو يزيد من تبديد ثروة الشعب كل يوم من أجل تحقيق استراتيجيته المعادية للشعب. ويزداد تفشي الفقر والبؤس بين أبناء الشعب الإيراني.

وقد أكدت مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، مرارًا وتكرارًا أن إنهاء المشكلات المتعددة الأوجه التي يعاني منها الشعب والحرب والإرهاب في المنطقة يتم فقط بإسقاط نظام الملالي برمته.

من جانبه، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني على الاحتجاجات على ارتفاع أسعار البنزين بقوله إن "ذلك تم لمصلحة الشعب وطبقات المجتمع الفقيرة".

إلى ذلك، لا تزال طوابير طويلة من السيارات والمواطنين تقف في محطات الوقود احتجاجا على رفع سعر البنزين ثلاثة أضعاف، وذلك وفق قرار صادر عن المجلس الاقتصادي الأعلى في إيران والشركة الوطنية للمنتجات النفطية، حيث أصبح سعر لتر البنزين 3 آلاف تومان ( حوالي 36 سنتا) للتر الواحد بعد ما كان 1000 تومان فقط (حوالي 12 سنتا).

ووفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، فقد أكد روحاني خلال اجتماع حكومي الجمعة، أن الحكومة لم تكن تنوي زيادة أسعار البنزين ومنعت قرارا بتحديد سعر لتر البنزين بحوالي 5000 تومان.

"مساعدة الفقراء برفع الأسعار"
وقال إن الحكومة أرادت منذ فترة طويلة "مساعدة الفقراء"، لكنها لم تكن قادرة على القيام بذلك بسبب نقص التمويل والعجز في الموازنة، وستقوم بتوزيع المبالغ العائدة من زيادة أسعار البنزين على الفئات المعوزة".

ويقول الإيرانيون إن متوسط دخلهم الذي لا يتجاوز حوالي 200 دولار، لا يستطيع تحمل أعباء زيادة أسعار البنزين إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تضاعفت منذ بدء العقوبات. ولا زالت بارتفاع مستمر.

كما يتجه أصحاب سيارات الأجرة (التاكسي) نحو رفع أسعار الأجرة، بسبب ما يقولون إن سعر البنزين الجديد مرتفع جدا مقابل الأجرة المنخفضة للغاية، وسط تحذيرات من المسؤولين بمواجهة السائقين الذين سيقومون بذلك.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل في إيران صورا ومقاطع تظهر انتشار قوات الأمن ووحدات مكافحة الشغب في المحطات خوفا من اندلاع احتجاجات شاملة.

توسيع دائرة التظاهرات

منذ 5 أيام كان نظام الملالي الذي يخشى بشدة اندلاع انتفاضات عارمة، قد وضع قوى الأمن الداخلي ووزارة المخابرات وجهاز القضاء وغيرها من القوات القمعية في حالة التأهب في مدن إيرانية مختلفة.

المتظاهرون في الأهواز يهتفون: «أيها الأهوازي الغيور، المطلوب دعمك» و«أيها الأهوازي الغيور إطفأ سيارتك» وفي خرمشهر نظم المواطنون تجمعًا احتجاجيًا وهم يهتفون «ليستقل روحاني».

وأما الشباب المنتفضون في طريقي ”الأهواز – أنديمشك“ و”شوشتر- دزفول“ فقد أحرقوا إطارات. وفي خرمشهر تجمع حشد كبير من المواطنين في ”فلكه الله“ بالمدينة ورفعوا صوت احتجاجهم. وكان نظام الملالي قد أرسل قطعان من عناصر مكافحة الشغب إلى طريق الأهواز – أنديمشك.

وللحيلولة دون اتساع رقعة الحركة الاحتجاجية، هاجم عناصر مكافحة الشغب من راكبي الدراجات النارية صفوف الحشد واعتدوا على بعض منهم بالضرب واعتقلوا عددًا آخر.

وفي ”ماهشهر“ أشعل المواطنون والشباب النار في كثير من الشوارع وأغلقوا الطرق. المتظاهرون في بلدة طالقاني أغلقوا الشارع ومنعوا اقتراب السيارات إلى محطات الوقود. وفي بهبهان هتف المواطنون «إيراني يموت ولا يقبل الذل» و«زاد سعر الوقود وزاد فقر الفقراء».