أردوغان هدد بوتين فاعتذر وهدد ترامب فاعتذر.. والآن يهدد ماكرون فهل يكرر الاعتذار؟

لطالما أوقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاده في مآزق بسبب تصريحات وصفها دبلوماسيون بالرعناء، التي تحمل التهديد الصريح ضد زعماء في العالم، ثم ما يلبث بعدها إلى تقديم الاعتذار عن تلك التصريحات أو التراجع عنها.

وفي خضم فتور العلاقات بين الجانب التركي والروسي أواخر عام 2015 وجه تهديدا إلى روسيا تضمن إشارة لخوض الدولتين حربا ضد بعضهما، على خلفية اختراق طائرات روسية المجال الجوي الروسي، وقال أردوغان وقتها موجها حديثه إلى روسيا إن صبر تركيا لن يستمر في ظل انتهاك طائرات حربية روسية لمجالها الجوي".

أعقاب تلك الواقعة، استمرت نبرة التهديدات في العلن من جانب الرئيس التركي بقطع العلاقات مع روسيا قرابة العام، لكن خلف الكواليس كان رجال أردوغان يعملون لتهدئة ردة فعل بوتين على تصريحات تركيا، انتهى الأمر بتقديم الرئيس التركي رجب طيب أدروغان اعتذارا لبوتين في زيارة كانت الأولى له إلى الكرملين منذ محاولة الانقلاب المزعومة على حكمه في منتصف عام 2016، في محاولة لإزابة الجليد الذي صنعته تصريحاته ضد الجانب الروسي.

الأمر نفسه تكرر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما هدد أردوغان باجتياح كل ما يقف ضد القوات التركية في العدوان على الشمال السوري مهددا واشنطن بسحق الأكراد الحليف الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

لكن سرعان ما سحب أردوغان تهديده، بعد تلويح ترامب بعصا العقوبات الغليظ، تغير معه نبرة تصريحات الرئيس التركي بقبول إيقاف العدوان على سوريا، ولقاء مع ترامب في البيت الأبيض، حتى مع خطاب مسرب شهير تناقلته وسائل الإعلام حول العالم من الرئيس ترامب إلى نظيره التركي متضمنا عبارات بها إهانات مباشرة من قبيل "أردوغان لا تكن أحمقا".

إهانة ماكرون

اليوم أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات تضمنت إهانة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيها "إن تحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن حلف شمال الأطلسي يعاني من “موت إكلينيكي” تعكس فهما “مريضًا وضحلًا”، وإن عليه أن يتأكد مما إذا كان يعاني هو نفسه من “موت إكلينيكي”.

لم تمر ساعات على تصريحات أردوغان حتى علت نبرة الرد من الجانب الفرنسي رفضا لتصريحات الرئيس التركي غير المسؤولة، أعقبها تصريحات مسؤول بالرئاسة الفرنسية، الجمعة، أعلن فيها عن أن "وزارة الخارجية الفرنسية ستستدعي سفير تركيا عقب تصريحات مهينة أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

لكن مع ردة فعل الجانب الفرنسي الغاضبة تجاه تصريحات الرئيس التركي التي أشعلت العاصمة الفرنسية باريس وبالطبع دول الناتو، هل تشهد الدبلوماسية العالمية اعتذارا آخر من الرئيس التركي في سلسلة اعتذاراته للزعماء والرؤساء؟.