بلجيكا: سابقة قضائية بإدانة مسؤول بـ«جريمة حرب»

دانت محكمة جنايات في بروكسل مسؤولاً رواندياً سابقاً بـ"جريمة الإبادة الجماعية" و"جريمة حرب" لمشاركته في إبادة اتنية التوتسي عام 1994، في سابقة في بلجيكا.

كما دين فابيان نيريتسي، وهو من الهوتو ويزعم أنّه بريء، بتسعة "جرائم حرب" ارتكبت في كيغالي في أبريل (نيسان) 1994، واثنتين اخريين ارتكبتا في الأسابيع اللاحقة في مناطق ريفية بعيدة عن العاصمة. وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.

وبدا بارداً لدى تلاوة الحكم، فيما ستتقرر عقوبته في قرار ثان، يتوقع أن يصدر الجمعة.
ولم تصدر إدانات بـ"جريمة الحرب" خلال أول أربع محاكمات نظّمت في بروكسل، في 2001 و2005 و2007 و2009.

وأوقف نيريتسي في فرنسا عام 2011 حيث كان يستفيد من صفته كلاجئ، وهو لم يقض سوى بضعة أشهر تحت خانة الاحتجاز رهن المحاكمة.

وبحسب الاتهامات، فإنّ نيريتسي قدّم أسلحة لميليشيات الهوتو المتطرفة، ودعا في لقاءات عامة إلى الهجوم على التوتسي، كما أنّه اكتسب نفوذه من نشاطه داخل الحزب الحاكم في حينه "الحركة الجمهورية الوطنية من أجل الديموقراطية".

وتسلم نيريتسي بين 1989 و1992 المكتب الوطني لتنمية زراعة البن، وهو منصب أساسي في الدولة إذ يتعلق بأحد أكثر القطاعات تصديراً في رواندا.

ويعود سبب مثوله أمام محكمة الجنايات إلى حد كبير لتصميم مارتين بكرز، وهي بلجيكية قُتِلت أختها وصهرها من التوتسي وابنتهما ذات العشرين عاماً في 9 أبريل (نيسان) في كيغالي. وكان نيريتسي جاراً لهم.

وبحسب التهمة، فإنّه استعان برجال لمنع أولئك الاشخاص من الاختباء في وقت كانت المجازر قد بدأت تقع.

ووقعت الحادثة بعد ثلاثة أيام من مقتل الرئيس الأسبق جوفينال هابياريمانا، في حدث يعدّ سبباً مباشراً لاندلاع جرائم الإبادة في رواندا، التي أسفرت عن مقتل 800 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة، هم بالأخص من أقلية التوتسي ولكن ايضاً من الهوتو المعتدلين.

ومنذ صيف 1994، تقدمت مارتين بيكرز بشكوى أمام الشرطة الفدرالية البلجيكية، وبمساعدة من شهود روانديين وناشطين حقوقيين نجحت في تحديد المسؤوليات المزعومة.