كارلوس غصن التقى الرئيس اللبناني بعد فراره من اليابان

نقلت وكالة رويترز عن مصدرين مقربين من الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان، كارلوس غصن، الأربعاء، قولهما إن الأخير التقى بعد فراره من اليابان، مع الرئيس اللبناني ميشال عون.

وأضاف المصدران وفق رويترز أن شركة أمنية خاصة قامت بتهريب غصن رغم أمر محكمة يابانية بفرض الإقامة الجبرية عليه.

وصرح أحد المصدرين بأن عون استقبل غصن "بحرارة"، الاثنين، بعد وصوله إلى بيروت قادما من إسطنبول على متن طائرة، مشيرا إلى أن غصن صار يشعر حاليا بالابتهاج والأمان والقدرة على المواجهة.

وقال المصدران إن غصن وجه الشكر لعون خلال لقائهما، على ما حظي به هو وزوجته كارول من دعم أثناء فترة احتجازه. وتابعا أن غصن حاليا في حاجة إلى حماية وتأمين من الحكومة بعد فراره من اليابان.

ونفى مستشار إعلامي في مكتب الرئيس اللبناني للوكالة، صحة انعقاد لقاء بين عون وغصن.

وقال مسؤولون لبنانيون إنه لا حاجة لاتخاذ إجراءات قانونية ضد رجل الأعمال، لأنه دخل البلاد بصورة قانونية وبجواز سفر فرنسي رغم أن جوازات سفره الفرنسية واللبنانية والبرازيلية بحوزة محاميه في اليابان.

وقالت وزارتا الخارجية الفرنسية واللبنانية إنهما ليستا على دراية بظروف وملابسات سفر غصن.

ولم يبرم لبنان اتفاقا لتسليم المجرمين مع اليابان حيث كان من المقرر أن يمثل غصن للمحاكمة بتهم ارتكاب مخالفات مالية في أبريل 2020. وينفي غصن ارتكابه أي مخالفات.

وقال محام للرئيس السابق لنيسان-رونو، الأربعاء، إن غصن سيعقد مؤتمرا صحفيا في بيروت في الثامن من يناير.

وبموجب شروط إطلاق سراحه بكفالة، كان يتعين على غصن ملازمة منزله بطوكيو رهن الإقامة الجبرية مع تثبيت كاميرات مراقبة على مدخل المنزل. ومُنع غصن من التواصل مع زوجته، وفُرضت عليه قيود حول استخدام الإنترنت وغيرها من وسائل التواصل.

وقال المصدران إن السفير اللبناني في اليابان كان يزور غصن يوميا أثناء فترة احتجازه.

بينما أشارت بعض وسائل الإعلام اللبنانية إلى أن غصن جرى تهريبه في حاوية خشبية مخصصة لنقل الآلات الموسيقية بعد حفل موسيقي خاص بمنزله، قالت زوجته كارول لرويترز إن ذلك محض خيال.

ورفضت كارول الإدلاء بأي تفاصيل عن كيفية هروب زوجها الذي يعتبر أحد أكبر رجال صناعة السيارات. وترجح روايتا المصدرين فرار غصن بموجب خطة جرى رسمها بعناية ولم يعلم بها سوى عدد قليل من الأشخاص.

وقال المصدران إن شركة أمنية خاصة أشرفت على الخطة التي جرى إعدادها على مدى ثلاثة أشهر وشملت نقل غصن عبر طائرة خاصة إلى اسطنبول ومنها إلى بيروت في عملية بالغة السرية، إذ حتى قائد الطائرة لم يكن يعلم أن غصن على متنها.

وقال أحد المصدرين "كانت عملية احترافية للغاية من بدايتها حتى نهايتها"، فيما أضاف الثاني أن غصن في صحة جيدة.

وفي بيان مكتوب بعد وصوله إلى لبنان قال غصن "فررت من الظلم والاضطهاد السياسي"، وقالت مصادر مقربة منه إنه لا يعتزم نشر تفاصيل عن هروبه حتى لا يهدد من ساعدوه في اليابان.

وقال أحد المصادر إن غصن مقيم حاليا في منزل أحد أقارب زوجته، لكنه يعتزم العودة قريبا إلى منزله في حي الأشرفية الراقي في بيروت.

وأقالت نيسان رئيسها غصن قائلة إن تحقيقاتها الداخلية كشفت عن مخالفات من بينها إخفاء حقيقة راتبه عندما كان مديرها التنفيذي، وتحويل خمسة ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به.

ويحظى غصن بتأييد كبير في لبنان منذ إلقاء القبض عليه في عام 2018. وتضامنا مع قضيته، توجد في الشوارع لوحات إعلانية تحمل صورته مرفقة بتعليق "كلنا كارلوس غصن".

ومحليا، يعتبر غصن رمزا للنجاح في بلد يدفع فيه تفشي البطالة الشبان إلى مغادرته بحثا عن فرصة عمل ويعتمد اقتصاده بصورة كبيرة على التحويلات ويعاني من أزمة اقتصادية عميقة كانت سببا في موجة من الاحتجاجات.

تجدر الإشارة إلى أن غصن ولد في البرازيل، وهو من أصول لبنانية وعاش في لبنان في مرحلة طفولته. وأشرف على تحول كبير في شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات واستخدم طرقا مماثلة لإعادة إحياء شركة نيسان.