تذبذبات مؤقتة وتمسك بالهدوء.. اقتصاديون يتحدثون عن الأسواق السعودية والخليجية في ظل توترات المنطقة

أجمع اقتصاديون على أن حالة التذبذب القوية التي تشهدها أسواق الأسهم في السعودية ودول الخليج وفي دول العالم، على خلفية المخاوف الجيوسياسية، مؤقتة ولن تؤثر على أساسيات الأسواق التي ستعود إلى طبيعتها بعد انتهاء هذه الموجة من المخاوف.

من جانبه، قال رئيس الأبحاث في "الراجحي كابيتال" مازن السديري، إن تذبذبات الأسواق الخليجية والعالمية، جراء ما يجري من تصاعد للأحداث بين الولايات المتحدة وإيران، لن تؤثر على أساسيات وأداء أسواق الأسهم والنفط، وبالتالي ستكون آثارها مرحلية، وفقا لقناة العربية.

واعتبر أن مرحلة ارتفاع المخاطر يتأثر بها المستثمرون في نطاق محدود يعتمد على طبيعة تلك التطورات، وما ستحمله الأيام القليلة المقبلة، لكنه لن يؤثر على الأداء الأساسي المعتمد على آفاق وفرص النمو للشركات، ونتائجها المالية، وأداء قطاعاتها التي تعمل بها، موضحاً أن هذه التطورات تأتي إلى جانب أهمية تأثير الانفراج المرتقب في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتطورات أسعار الفائدة الأميركية.

وكانت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني، استبعدت أن يتم شن حرب بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك في أعقاب مقتل قاسم سليماني.

وأعادت الوكالة التأكيد على رأيها السابق بأن أي مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران ستبقى محدودة وفي نطاق ضيق.

وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية، اليوم الأربعاء، منخفضاً بنسبة 0.91% ليفقد 74.86 نقطة ويقفل عند مستوى 8124.11 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها أكثر من 4 مليارات ريال.

وتراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 1.21% ليغلق عند 2713.48 نقطة، مثلما تراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0.74% ليغلق عند 5019.36 نقطة.

وانخفض مؤشر السوق الأول الكويتي بنسبة 0.14% ليغلق عند 6799.07 نقطة. كما انخفض مؤشر بورصة البحرين العام بنسبة 0.42% ليغلق عند 1585.32 نقطة. وشهد المؤشر العام لبورصة قطر تراجعا نسبته 0.43% ليغلق عند 10337.32 نقطة.

من جهته قال عضو جمعية الاقتصاد السعودية، تركي فدعق، إن التوترات الحالية تحمل جانبين أحدهما سلبي مع زيادة التوتر، فقد نشاهد زيادة في الحذر من قبل المستثمرين، وهذا سوف ينعكس على انخفاض في المضاربة في الأسواق وتراجع السيولة المتداولة.

وأضاف أن المستثمرين ذوي الأهداف قصيرة الأجل، ستكون ردة فعلهم سريعة بالخروج من المراكز وبالتالي الضغط على المؤشرات، أما المستثمرون على المدى المتوسط والاستراتيجي فلن يتأثروا بهذه التوترات إلا في سياق البقاء في مراكزهم وعدم ضخ المزيد من الاستثمارات في هذه المرحلة.

ووصف فدعق السيولة قصيرة الأجل بأنها تشكل حصة مهمة من التداولات في الأسواق الخليجية، وبالتالي يكون تأثير المخاوف مبالغا به في هذه المرحلة، ولا يمكن بناء تصور واضح لأداء الأسواق في ضوء ردات فعل مبالغ بها من قبل المتداولين.

وأشار إلى جانب آخر للأزمة إيجابي يتمثل في ارتفاع أسعار النفط، والذي سيدفع الزيادة في إيرادات الدول النفطية، وبالتالي زيادة إيرادات شركة أرامكو، والتأثير الإيجابي على توزيعاتها وعلى أداء سهمها في السوق السعودية.

كما أشار إلى جانب مهم في الأزمة الحالية، والذي قد يحقق الاستقرار للأسواق على المدى البعيد في حال جرى تجاوز الأزمة الحالية.

وجاء الهجوم الصاروخي الإيراني على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في ساعة مبكرة من صباح اليوم بعد جنازة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة أميركية في 3 يناير.

وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني "افتراضنا الأساسي أنه سيستمر تبادل الهجمات بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن عند مستوى محدد بعناية لتفادي إرغام الطرف الآخر على شن عمل عسكري شامل".

وكانت الأسواق تنتظر رد فعل إيران على مقتل سليماني، لتستقر خلال الجلستين الماضيتين، بعدما تكبدت خسائر قوية خلال جلسة الأحد، مع تراجع شهية المخاطرة، بعد هبوط البورصات العالمية وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، كما أغلقت أسواق الخليج متراجعة اليوم الأربعاء.

بدوره توقع رائد الخضر رئيس قسم الأبحاث في Equiti Group أن تعزز الأزمات الجيوسياسية من قوة أسواق السلع والمعادن الثمينة، وبالتالي سنشهد المزيد من ارتفاعات النفط، وستكون الطريق ممهدة لصعود الذهب إلى مستويات 1850 دولارا للأونصة قبل نهاية مارس المقبل، بعد أن بلغ مستويات مرتفعة هذه الأيام عند 1600 دولار للأونصة.

وأشار الخضر إلى ارتباط أداء الأسواق المالية، في المنطقة، إجمالاً بالتوترات الجيوسياسية والتي تسلط الضوء على الملاذات الآمنة، وأهمية التفكير في اقتناص الفرص من التراجعات الحاصلة.

وتوقع أن تصعد أسعار النفط إلى مستويات ربما تصل إلى 90 دولاراً للبرميل في حال تصاعدت التوترات أكثر فأكثر، بعد أن سجل النفط الأميركي زيادة 6% مدفوعة بهذه التوترات، مذكراً بأن المستوى القياسي للنفط في وقت الحروب يبلغ 110 دولارات.

وقال إن العوامل الدافعة لأسواق السلع والمعادن الثمينة، تسبق مرحلة التوترات الحالية، وبالتالي سيكون من الممكن أن نشاهد مستويات مرتفعة جداً في هذه الأسواق.

وحول أداء الأسواق الناشئة، قال الخضر إنها فقدت جزءا كبيرا من بريقها بالنسبة للرغبة في المخاطرة لدى المستثمرين الذين باتوا يتطلعون بحذر أكبر، متوقعاً أن ينصب التركيز على الأسهم ذات العوائد الجيدة والتوزيعات المستقرة وعلى القطاعات المرتبطة بالسلع الأساسية والطاقة.

كما توقع أن ينصب تركيز المستثمرين في الخليج على الأسهم التي فيها ثبات في توزيع الأرباح بشكل متكرر.