بعد قوائم الاغتيالات.. مدينة عراقية “خالية من الصحفيين”

يواجه الصحفيون العراقيون في مدينة البصرة تهديدات بالاغتيال، بعد قوائم انتشرت بأسماء بعضهم، بعد نحو أسبوع من اغتيال الصحفي أحمد عبد الصمد وزميله المصور في قناة دجلة صفاء غالي.

القوائم انتشرت في المدينة الجنوبية الغنية بالنفط وتسيطر عليها فصائل مسلحة موالية لطهران، وتسببت في حالة من الذعر في صفوف الصحفيين العراقيين الذي دأبوا على تغطية التظاهرات المناوئة للحكومة منذ ثلاثة أشهر.

منتظر الكركوشي واحد من الصحفيين الذين وردت أسمائهم في قائمة الاغتيالات يقول إن جهات مرتبطة بميليشيات معروفة هي من وضعت هذه القوائم وبدأت بإرسال تهديدات بالقتل تستهدف الصحفيين، وفقا لموقع قناة الحرة.

الكركوشي كان قد تلقى قبل ذلك مضايقات نتيجة تغطيته للتظاهرات الشعبية، مما اضطره إلى مغادرة البصرة قبل نحو شهر، لكن اسمه ورد في قائمة الاغتيالات الجديدة على الرغم من توقفه عن العمل.

عراقيون يضعون مجموعة من الخوذ في ساحة التحرير كذكرى للناشطين الذين قتلوا على يد مجموعات مسلحة

يضيف الكركوشي، الذي رفض ذكر مكان تواجده حاليا لأسباب تتعلق بسلامته، أن مصادره الخاصة أبلغته أن اسمه موجود ضمن قائمة بأسماء الصحفيين الذين سيتم اغتيالهم خلال الأيام القليلة المقبلة.

وذكر الكركوشي أسماء زملائه الذين وردت أسماءهم في القائمة وجميعهم من البصرة، ويعملون في قنوات إخبارية دأبت على نقل الاحتجاجات منذ اندلاعها في الأول من أكتوبر.

واغتيل أحمد عبد الصمد وزميله صفاء غالي الأسبوع الماضي برصاص مجهولين استهدفوا سيارتهما في محافظة البصرة بجنوب العراق، فيما حمل مدافعون عن حرية الصحافة مسؤولية الاغتيال لـ"ميليشيات" مرتبطة بإيران.

وجرت حادثة الاغتيال قرب مقر قيادة الشرطة وسط البصرة من قبل المسلحين الذين كانوا يستقلون سيارة رباعية الدفع.

وقبل ساعات من اغتياله، كان عبد الصمد نشر فيديو عبر صفحته على فيسبوك تحدث خلالها عن حملة اعتقالات تطال المتظاهرين وانتقد أيضا التدخل الإيراني في العراق.

ويقول ناشط، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن الأوضاع الأمنية في البصرة سيئة جدا، حيث تكاد المدينة تخلو من الصحفيين الذين إما هربوا إلى إقليم كردستان أو توقفوا عن العمل.

ويضيف لموقع الحرة أن قوائم الاغتيالات صدرت من قبل مديرية أمن الحشد الشعبي وميليشيات شيعية موالية لإيران تعرف باسم "الفصائل الولائية" وهو مصطلح يطلق على الجماعات المسلحة التي تتبع مرجعية الولي الفقيه في طهران.

ويتابع أن معلومات مؤكدة تشير إلى أن هذه الميليشيات نشرت عناصرها داخل التظاهرات من أجل التقاط صور للصحفيين كي يتم بعدها وضعهم على قوائم الاغتيال.

يشار إلى أن القيادي في كتائب حزب الله أبو زينب اللامي هو من يترأس مديرية أمن الحشد الشعبي، المسؤولة عن خلية القنص التي قتلت عشرات المحتجين واقتحام وحرق عدد من مكاتب القنوات الفضائية في بغداد في أكتوبر الماضي.

وتعرض العديد من الناشطين والصحفيين إلى القتل أو الاختطاف، على يد مسلحين مجهولين يعتقد أنهم تابعون لميليشيات مدعومة من إيران.

ويشهد العراق منذ أوائل أكتوبر تظاهرات مناهضة للنظام أسفرت عن مقتل نحو 460 شخصا وأكثر من 25 ألف جريح جراء استخدام القوات الأمنية ومسلحين تابعين للميليشيات الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.