بعد زيارته طهران وتشييع سليماني.. الأردن يرفض استقبال هنية

قالت مصادر في العاصمة الأردنية عمان إن مسؤولين في البلاد رفضوا طلباً تقدم به رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة للزيارة، بعيد زيارته المثيرة للجدل إلى طهران، ومشاركته في تشييع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وفقا لاندبندنت عربية.

وأضافت المصادر أن هنيّة تواصل عبر قنوات سياسية مع السلطات الأردنية وأبلغهم برغبته في الزيارة، آتياً من طهران، إلاّ أنّ الرد الأردني جاء حاسماً بالرفض ومعلَّلاً بأجواء التوتر التي تخيّم على المنطقة.

وأكد قيادي في جماعة "الإخوان" تواصلت معه "اندبندنت عربية"، المعلومات ذاتها. وقال إن طلب هنية قوبل بالرفض بالفعل.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن السبب الحقيقي للرفض الأردني هو انزعاج عمان من خطوة هنية، ومن عموم الموقف الذي أبدته حركة حماس تجاه مقتل سليماني، بخاصة أن الأخير متهم أردنياً بالضلوع في مخططات إرهابية عدّة على أراضي  المملكة، وهو ما ألمح إليه الملك عبدالله الثاني في المقابلة المتلفزة التي أجراها أخيراً مع قناة "فرانس 24" وقال فيها إن التهديدات الإيرانية للأردن تصاعدت عام 2019 على نحو غير مسبوق.

وبحسب المعلومات الحصرية، فإن السبب الثاني لرفض الأردن زيارة هنية، هو قطع الطريق على الحركة التي حاولت ممارسة ضغوط على عمّان للتدخل لدى السعودية بخصوص معتقلين من الحركة لديها.

وطردت الحكومة الأردنية قيادات حركة حماس التي كانت تدير مكتبها السياسي من عمّان عام 1999 مع تولي الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية.

تأتي هذه الأنباء تزامنا مع معلومات تشير إلى غضب واستياء أبداهما الملك عبدالله الثاني تجاه جماعة الإخوان المسلمين. وتسببت بهذا الغضب مجموعة الأسئلة التي وُجِهت إلى العاهل الأردني من قبل ناشطين وصحافيين ومسؤولين أوروبيين على هامش زيارته لمدينة ستراسبوغ الفرنسية لإلقاء خطاب أمام البرلمان الأوروبي قبل أيام.
وفوجئ الملك الأردني ببعض الاتهامات لعمّان في مجال حقوق الإنسان، من بينها أن ثمة تضييقاً واستهدافاً لأفراد وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، ما فُهم بحسب مقربين منه على أنه محاولة من الجماعة للاستقواء بدول أجنبية في ملفات داخلية.

القصر الملكي الذي كان إلى عهد قريب يعقد تحالفاً غير معلن مع جماعة الإخوان، يبدو اليوم أقرب إلى النأي بنفسه عنها، إذ يتوجس قياديون إخوانيون من احتمال رضوخ الأردن لضغوط الولايات المتحدة بشأن تصنيفها جماعة إرهابية. وأعلن البيت الأبيض في مايو (أيار) 2019 أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بصدد تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وأنه ناقش هذا القرار مع فريقه الأمني وبعض زعماء الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات حقيقية حتى اللحظة تدعم هذا التوجس، فإن حجم الهوة بين النظام والجماعة يزداد اتساعاً يوماً بعد يوم، في ظل تطمينات غير رسمية للجماعة بعدم استهدافها.