غضب عربي بسبب تبجح أردوغان بتاريخ العثمانيين الاستعماري للدول العربية

على خطى التاريخ الاستعماري لأجداده العثمانيين، يتحين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفرص في محاولة لغزو الدول العربية تحت مشروعه المزعوم "توسيع الإمبراطورية".

غضب عربي لا ينقطع على جرائم ارتكبها أردوغان ضد العالم الإسلامي، هذه الجرائم التي جاءت بهدف محاولة الرئيس التركي إحياء تاريخ أجداده العثمانيين على حساب المنطقة العربية.

تحطيم أحلام أردوغان على صخرة سواكن

مع اندلاع الاحتجاجات السودانية التي انتهت بعزل الرئيس عمر البشير، أوقفت الحكومة التركية العمل في جزيرة سواكن، بعد أن كانت تستعد لاتخاذها قاعدة عسكرية، وبعد عزل البشير في 10 أبريل 2019، توقف العمل في جزيرة سواكن نهائيا.

إردوغان كان يسعى إلى تحويل جزيرة سواكن إلى قاعدة عسكرية تركية لتهديد الدول العربية والاستفادة اقتصاديا من خيرات البحر الأحمر، فيما توقع أن تشهد حركة مرور السفن انتعاشاً ضخماً بعد البدء في طريق الحرير الصيني.

"سواكن" شبه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي في البحر الأحمر رتب إردوغان زيارة لها ديسمبر 2017، حاملا معه الكثير من الوعود لإنقاذ اقتصاد الخرطوم المترنح بـ22 اتفاقية، مقابل الاستيلاء على الأرض الزراعية وجزيرة سواكن المهمة.

بعد الاتفاق مع البشير أعلن عن تأجير الجزيرة إلى تركيا لمدة 99 عاما، وإقامة مشروعات عسكرية عليها، فيما تعهدت الخرطوم بتوفير الدعم اللازم لإتمام المشروعات، لينجح إردوغان في احتلال الجزيرة التي ظلت في قبضة الغزاة العثمانيين لمدة 3 قرون.

تركيا تعي جيدا أهمية سواكن الاقتصادية والسياسية والأمنية، فيما لم يخف إردوغان نيته إعادة نفوذ تركيا الاقتصادي في القارة السمراء كما كانت قبل 100 عام، إذ حظيت الجزيرة بمكانة مهمة في الدولة العثمانية، بوصفها مركزا لأسطولها في البحر الأحمر، حيث ضم ميناؤها مقر الحاكم العثماني لجنوب شرق إفريقيا.

وكالة "رويترز" أفادت في تقرير لها أن أنقرة تسعى إلى إعادة الدور العثماني القديم في البحر الأحمر عبر السودان، وإعادة الأسطول التركي إلى قوته القديمة مستغلة موقع الجزيرة الاستراتيجي، مؤكدة أن الأمر لا يقتصر على الجوانب العسكرية، وأن تركيا سوف تحقق مكاسب اقتصادية وأمنية وسياسية أيضا بإتمام هذه الصفقة.

موقع "إفريقيا انتليجنس" المتخصص في الشؤون العسكرية والاستخباراتية كشف في تقرير له نشر بعد زيارة إردوغان للخرطوم، أن الرئيس التركي طلب من الحكومة السودانية تشكيل لجنة لدفع تعويضات لسكان الجزيرة سواكن، وإخلاء سواكن من الأهالي بأسرع وقت تمهيدًا لنشر قوات تركية وتأسيس منشآت ومرافق عسكرية هناك.

وسائل إعلام سودانية ذكرت أن أنقرة كانت تخطط لتحرك جديد داخل الجزيرة في مايو المقبل، حيث قررت منع بواخر البضائع من الرسو في الميناء، وهو ما اعتبره حينها معتمد محلية الجزيرة، خالد سعدان، يهدد بنسف استقرار المنطقة، لولا أن الاحتجاجات أوقفت الخطة بكاملها.

غزو ليبيا 

سارع أردوغان الخطى في الأيام الأخيرة لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي، من أجل وضع اليد على جزء من كعكة غاز البحر المتوسط.

تحركات أردوغان في جبهة ليبيا خلفت موجة غضب عربية كبيرة وصولا إلى إدانات واسعة عالمية في مؤتمر برلين ورفض التدخل العسكري وإشعال أزمة ليبيا، بعد تقارير ودلائل على دعم تركيا لمليشيات سورية برواتب شهرية بآلاف الدولارات للقتال في طرابلس، كانت بمثابة تمهيد الطريق إلى إرسال قوات عسكرية تركية ظهرت في سفينة تركية تحمل مدرعات وأسلحة قرابة السواحل الليبية، ورفعت علم لبنان، ما دفع الأخيرة إلى الخروج ببيان رسمي تستنكر فيه فعلة تركيا برفع علم البلاد بأسلوب لي الحقائق.

بعدما وجد الرئيس التركي الأبواب موصدة أمامه لإيجاد ذريعة للتدخل في ليبيا بعد انهيار حجته بالاستجابة لنداء السراج، وشهد إدانات عربية ودولية بالتدخل العسكري وتأجيج الصراع الليببي، زعم أن ليبيا حق تاريخي للأتراك على خطى العثمانيين وراح يكذب على تونس والجزائر بادعاء الموافقة على دخول قوات عبر أراضيهم إلى ليبيا.

تونس وصفعة الدخان

في أثناء ذلك تلقى أردوغان صفعة من تونس عندما، قالت المستشارة الإعلامية لرئيس الجمهورية التونسية، رشيدة النيفر، إن الرئيس التركي طلب من الرئيس قيس سعيد أن «تكون تونس متعاونة معه في ما يخص نقل عتاد والسماح للقوات التركية بالعبور عبر تونس». وقالت النيفر إن أردوغان طلب استخدام الأراضي التونسي والمجالين الجوي والبحري لأجل التدخل العسكري في البلد المجاور.

وأضافت النيفر أن الرئيس التونسي رفض طلب أردوغان، مشيرة إلى أن الكلام عن رائحة الدخان في قاعة الندوة الصحفية لم يكن «مجانياً». وتابعت «بل كان يعكس انزعاج أردوغان من نتائج المحادثات التي انتهت برفض استعمال الأراضي أو الأجواء أو المجال البحري التونسي لأي تدخل عسكري تركي في ليبيا».

الجزائر تنسف كذب أردوغان

اليوم كذبت الرئاسة الجزائرية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتهمته بأنه أخرج حديث نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون عن سياقه.

وأضافت أننا فوجئنا بتصريح أردوغان الذي لا يساعد في الجهد المبذول و قضايانا التاريخية حساسة ولها قدسية خاصة.

وقال البيان إن الحديث أخرج عن سياقه حول قضية تتعلق بالجزائر.

وكان الرئيس التركي ادعى أنه طلب من نظيره الجزائري تمكينه من وثائق تتعلق بـ"مجازر الاحتلال الفرنسي" في الجزائر، والتي حاول الرؤساء الفرنسيون المتعاقبون التنصل منها، برفضهم الاعتراف بها والاعتذار عنها.

وكان أردوغان يعتزم تعميم الوثائق التي طلبها من تبون، حيث قال “علينا نشر الوثائق ليتذكر جيدا الرئيس الفرنسي، ماكرون، أن بلاده قتلت خمسة ملايين جزائري.. وهي الحقيقة التي قال إنه سمعها من تبون خلال زيارته إلى الجزائر"، وأوضح أردوغان "إذا أرسلتم لنا مستندات كهذه، سنكون سعداء للغاية".

بناء مستوطنات في سوريا.. كشف الأكاذيب التركية

بعد 4 أعوام من الجرائم التركية في الشمال السوري وقتل آلاف من المدنيين الأكراد، وتهجيرهم من أراضيهم تحت ستار محاربة الإرهاب، انكشفت أكاذيب أردوغان أمام العالم في الشمال السوري، بعد إعلانه أن بلاده بدأت بالفعل في تشييد ما وصفها بـ"المستوطنات" في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة بقوة السلاح شمالي سوريا، التصريحات التي سبقها نحو 4 سنوات من التدخل العسكري التركي في سوريا.

وتخطط أنقرة لتشييد مستوطنات في المناطق التي نزح عنها الأكراد، حتى يتم تسكين السوريين العرب الآخرين الذين فروا من مناطق أخرى من البلاد إثر الحرب المندلعة منذ 2011، وسط تحذيرات من تشويه الخريطة الديموغرافية للمنطقة.