رفاق السوء.. أضاعوني!!

2\2\2020 تاريخ دلف إلى ذاكرتي عنوة.. لست ممن يهتم بالتواريخ ولا بالمناسبات السنوية عدا أعياد المسلمين؛ لكن هذا التاريخ حفر في دواخلي أسوأ رفاق للسوء وأكثرها عنفا في حياتي.. وأجدني مضطرا إلى ذكر أسمائهم لست مباليا إن غضبوا أو حتى تمادوا معي في غيهم، وأرغمت إلى دخول سجنهم عنوة.

بيد أني عانيت في الأونة الأخيرة الكثير من ضغوط الحياة والعمل والأسرة مثل أي أب يجد نفسه مرغما بالانشغال في هذه الفانية، وحين يسقط تبدأ مرحلة جديدة من الشقاء وهو عاجز عن تقديم شيء. كانت زوجتي الغالية تهاتفني بين فينة وأخرى للإطمئنان من رفاق السوء الذين دخلوا حياتي عنوة. اشغلتها كثيرا.. وبطبعي لا أحب كثرة الاتصالات والأسئلة؛ لكنني أجد لها العذر في خوفها أن أسقط فجأة لاسمح الله.

خلال مرحلة عمري تصادقت مع بشر في كل أنحاء الدنيا وخلقت لنفسي معارف في كل أصقاع الأرض، وهذه نعمة قد أُحسد عليها لكنهم بكل أسف لم يبعدوني عن رفيقين ملازمين لي من التاريخ أعلاه فقد استدعاني طبيبي بعد خروج نتائج فحوصاتي ليسألني سؤالا عجيبا لا علاقة له بالطب. فردد على مسامعي: كم عدد أصدقائك؟ وهل تحبهم؟ ومنذ متى وأنت معهم؟.. كانت أسئلة استخباراتية أكثر منها طبية فأجبته.

ولله الحمد كل من أعرفه على وجه البسيطة هو صديق وقريب وحبيب. لا عداوة لي مع أحد. فقال: للأسف لقد دخل حياتك من اليوم اسوأ صديقين على وجه الارض وفي آن واحد، ولن تستطيع إخراجهما من حياتك. فوجئت أن السكر والضغط كان ضيفين غير مرحب بهما في حياتي وأسوأ صديقين سيعيشان معي حتى في فراشي.

تخطيت الخمسين بقليل وهو موعد لا أحبذ سرده على أحد؛ لكن أجدني مرغما على القول إن صداقة مثل هذه وفي هذا العمر لا مرحبا بها ولا سهلا، فقد أتت على غير موعد وفي تاريخ مميز لن تفقده ذاكرتي على مر الأيام.

شكرا من قلبي لطبيبي الذي مهد لي مرحلة الصراع بهدوء للتفاهم مع ضيفين شرسين بلا استئذان. شكرا لزوجتي التي اشغلتها بلعلعتي لكنني أعدها من اليوم لن اسأل عن اللمبات المضاءة أو الأبواب غير الموصدة، وسأعيش بهدوء مطلق النظير، حتى مع أولئك الذين يعيشون معي إن لم يتنبهوا لوقتهم وحياتهم، سيرفعون ضغطي رويدا رويدا. ولا أزيد.