يشهد قطاع الإسكان في المملكة تنظيمات عديدة وحديثة أسهمت في استقراره وساعدت على تحسين التعايش المشترك بين سكان الوحدات العقارية ذات الملكية المشتركة، خصوصاً مع تفعيل برنامج "اتحاد المُلاّك" الذي أطلقته وزارة الإسكان في الأعوام الأخيرة، ويشهد إقبالاً كبيراً.
ووفقاً لبيانات وزارة الإسكان فإن اتحادات المُلاّك في السعودية تجاوزت الـ6 ألاف اتحاد مع نهاية عام 2019، وهو رقم مضاعف مقارنة بمنتصف العام الماضي، ما يعكس مدى الصدى الجيد الذي تركه البرنامج.
ومنذ إطلاق البرنامج؛ البوابة التفاعلية الإلكترونية والتطبيق الإلكتروني، اللذين يحتويان على العديد من الميزات والخدمات المقدمة من قبل البرنامج للمستفيدين من مُلاّك الوحدات العقارية ذات الملكية المشتركة، أصبحت طلبات التسجيل تحقق ارتفاعاً مستمراً وذلك نتيجة تسهيل الخدمات المقدمة للاتحادات من خلال البوابة الإلكترونية والتطبيق الخاص لبرنامج «مُلاّك».
ولا تقتصر أهمية انشاء اتحادات المُلاّك على مُلاّك الوحدات السكنية، بل حتى مستوى المجمعات والمحال التجارية، إذ أسهم انشاء اتحاد المُلاّك في حل كثير من الخلافات والمشكلات التي كانت تواجه أصحاب المحال في المجمعات التجارية، حتى أصبح ذلك أنموذجاً يحتذى به، ونهج جديد تم اللجوء إليه.
وبات إنشاء الاتحاد ميسرًا وبشكلٍ إلكتروني ما يعني اختصاراً للوقت والجهد على الراغبين بالتسجيل في البرنامج، لكونه سيؤمّن الخدمات اللازمة لمُلاّك الوحدات العقارية ذات المُلكية المشتركة المسجلين في الاتحاد وينظّم مسؤوليات وتكاليف صيانة الأجزاء المشتركة، حيث أن وجود مثل هذه البيئة العقارية المنظّمة والمحفّزة تكون جاذبة ومساعدة للمواطنين الراغبين بامتلاك الوحدات العقارية ذات المُلكية المشتركة، بما يحقق الأثر الإيجابي على تنظيم العلاقة فيما بينهم، كما يعتمد البرنامج تعيين مدير علاقات لكل اتحاد، للعمل بطريقة احترافية حتى يحقق الاتحاد أهدافه التي أنشئ من أجلها، ومساندة الأعضاء ومالكي الوحدات السكنية ذات المُلكية المشتركة على تجاوز العقبات التي تواجههم، على أن يكون تحديد مدير العلاقات بعد اعتماد الاتحاد، ويكون مسؤولاً عن عدد من المهام التي سيتابعها، كاعتماد الرسوم التي يتفق عليها الملاك وفتراتها، واعتماد تعيين مناصب لأعضاء مجلس الإدارة (نائب الرئيس، أمين المال)، ومتابعة فتح الحساب البنكي للاتحاد، وإصدار خطابات للجهات ذات العلاقة كشركة الكهرباء والمياه والبريد السعودي وغيرها، واستقبال الاستفسارات من أعضاء الاتحاد ومساعدتهم في حلّها، واستلام أسماء المتعثرين عن السداد من قبل مدير الاتحاد لمتابعتهم.
هذه المزايا تأتي ضمن العديد من الأمور التي أتاحاها البرامج للمواطنين مثل إطلاق لوحات الترقيم الخاصة بكل اتحاد تسهيلاً للحصول على المعلومات إلكترونياً، كذلك أتاح البرنامج خدمة باقات الصيانة والنظافة مع شركات متخصصة والتي تسمح للاتحادات اختيار إحدى الباقات المناسبة لهم والتعاقد مع إحدى الشركات المقدمة لهذه الخدمات.
ويتوقع المراقبون أن يواصل انشاء الاتحادات الارتفاع، خصوصاً بعد النجاحات والمميزات التي بات يوفرها البرنامج الذي أطلق منتصف عام 2016، بهدف خلق بيئة آمنة ومستدامة للمساهمة في حفظ الحقوق وحسن الانتفاع من العقار، وتعزيز ثقافة التعايش المشترك.