بعد فشل المفاوضات مع بوتين… تركيا تستجدي ترامب والناتو لإنقاذها في إدلب السورية

دخلت تركيا في طريق مسدود بإدلب السورية بعد خسائرها الأخيرة في القوات التي أرسلتها في وقت سابق.

وفي محاولة أخرى للاستجداء، طالب وزير الدفاع التركي من نظيره الأمريكي بأهمية تقديم كل من الولايات المتحدة وحلف الناتو مساهمات ملموسة أكثر فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة بإدلب في محاولة إلى طلب التدخل وإيقاف نزيف القوات التركية.

فيما استعادت القوات الحكومية السورية، مؤخرا، السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية في المحافظة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، طلبت تركيا من روسيا إنهاء الهجوم الذي بدأته القوات الحكومية السورية، الحليفة لموسكو، في شمال المحافظة.

ووصفت دمشق، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه شخص "منفصل عن الواقع"، بعد تهديده باستهداف القوات السورية في "كل مكان"، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن مصدر في الخارجية، الأربعاء.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله: "يخرج علينا رأس النظام التركي بتصريحات جوفاء فارغة وممجوجة لا تصدر إلا عن شخص منفصل عن الواقع (...) ولا تنم إلا عن جهل ليهدد بضرب جنود الجيش العربي السوري بعد أن تلقى ضربات موجعة لجيشه من جهة ولإرهابييه من جهة أخرى".

وتشهد محافظة إدلب في شمال غرب سوريا منذ عشرة أيام توتراً ميدانياً قلّ مثيله بين أنقرة ودمشق، تخللته مواجهات أوقعت قتلى بين الطرفين، آخرها الإثنين.

ويأتي ذلك بالتزامن مع هجوم لقوات النظام بدعم روسي مستمر منذ ديسمبر في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً.

وأرسلت تركيا مؤخراً تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة تتألف من مئات الآليات العسكرية، دخل القسم الأكبر منها بعد تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع بين القوات التركية والسورية خلف قتلى من الطرفين.

وتكرر التوتر الإثنين، إذ أعلنت أنقرة عن استهداف قوات الجيش السوري مواقعها في إدلب. وقتل في الحادثتين، وفق ما أعلن أردوغان الأربعاء، 14 تركياً وأصيب 45 آخرون بجروح.

وقال الأربعاء في كلمة أمام كتلة حزبه الحاكم العدالة والتنمية في البرلمان في أنقرة: "سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتباراً من الآن بغض النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ونقاط المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر".

وأفادت تقارير عربية، الاثنين الماضي، بأن دبلوماسيين وعسكريين أتراك يحاولون إجراء مفاوضات جديدة مع الجانب الروسي للضغط على النظام السوري لإيقاف هجماته على القوات التركية في سوريا.

وقالت التقارير إن تركيا تتودد إلى روسيا بعد فشل توصل المفاوضات بين تركيا وروسيا إلى اتفاق أو تفاهمات بشأن محافظة إدلب.

وفي اعتراف ضمني، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، إن الطرفين سيواصلان المفاوضات الأسبوع المقبل بشأن إدلب السورية بعدما وصلت المرحلة الأولى إلى طريق مسدود.

ويأتي الإعلان التركي بعد ساعات على مقتل خمسة جنود أتراك وإصابة خمسة آخرين في هجوم شنته قوات النظام السوري على نقطة مراقبة في محيط مطار تفتناز العسكري في إدلب.

وكان وفد روسي زار تركيا، السبت، لبحث المستجدات في محافظة إدلب السورية، وذلك في أعقاب الاشتباكات التي جرت الأيام الماضية بين قوات النظام السوري والجيش التركي في محافظة إدلب ومحيطها.