“خطر الموت” يهدد باحثين فرنسيين معتقلين في سجون ايران

أكدت تقارير أن الباحثين الفرنسيين المعتقلين في سجون إيران باتت حياتهما مهددة بالموت بعد انتشار فيروس كورونا في البلاد، و إهمال نظام طهران في الحفاظ على سلامتهما.

و قالعضوان في لجنة دعم الباحثين الفرنسيين الموقوفين في إيران ، اليوم، الاثنين، إن فاريبا عادلخاه ورولان مارشال باتا يهددهما "خطر الموت" بسبب فيروس كوفيد-19 الآخذ في الانتشار في إيران.
وأوضحت الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي بياتريس إيبو في مقال تم نشره في جريدة لاكروا "نطلق اليوم جرس انذار، أصبحت حياتهما في خطر".
وقال الأستاذ في معهد الدراسات الدولية العليا في جنيف جان فرنسوا بايار في جريدة "لوتان" السويسرية أن "السجينين العلميين يتهددهما خطر الموت عقب دخول فيروس كورونا للسجن، وهما ضحيتان محتملتان خاصة بسبب ضعفهما" الصحي.
وهناك شكوك في اصابة الباحثة الايرانية البريطانية نازانين زاجاري راتكليف، المسجونة بتهم مماثلة، بفيروس كورونا المستجد في سجن طهران. وتقول ايبو إن "فاريبا عادلخاه يمكن أيضا ان ينتقل عليها فيروس كورونا المستجد" في سجن ايوين.
وعادلخاه باحثة انتروبولوجية فرنسية-إيرانية مرموقة، مختصة في التشيّع وهي مسجونة في إيران منذ يونيو، تماما كما رفيقها الفرنسي مارشال المتخصص في القرن الافريقي والحروب الأهلية في افريقيا جنوب الصحراء.
وتلاحق عادلخاه بتهمة "الدعاية ضد نظام" إيران و"التواطؤ للمساس بالامن القومي".

والتهمة الأخيرة هي الوحيدة الموجهة لرفيقها الاستاذ الجامعي رولان مارشال،وتراوح عقوبتها السجن بين سنتين وخمس سنوات.
وتبدأ محاكمة الباحثين الثلاثاء في طهران لكن محاميهما قال إن الجلسة قد تؤجل.

و ارتفع عدد الوفيات نتيجة الاصابة بالفيروس إلى 66، لتسجل بذلك ايران ثاني أعلى حصيلة لضحايا الوباء في العالم.
ورفضت إيران الإثنين عرضا أميركيا لمساعداتها في التصدي للفيروس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية وصول فريقها الطبي المؤلف من ستة أفراد، هم أطباء وخبراء أوبئة ومختبرات، أرسلتهم المنظمة على متن طائرة عسكرية إماراتية.
وقال روبير بلانشار من قسم العمليات في مقر المنظمة في دبي إنّ الطائرة العسكرية الإماراتية “تحمل 7,5 أطنان من المستلزمات الطبية والمعدات الضرورية لمنع الانتشار والسيطرة، من أجل دعم العاملين في مجال الصحة في إيران”.
من جهتها، أعلنت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا انها سترسل مستلزمات طبية للحالات الطارئة بما فيها تجهيزات مخبرية وبزات طبية وقفازات، كما ورصد خمسة ملايين يورو للمساعدة في التصدي لتفشي الفيروس.
وأعلن نائب وزير الصحة الإيراني علي رضا رئيسي ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة إلى 1501 بعد تسجيل 523 إصابة جديدة خلال يوم واحد.
وأعلنت الوكالة الرسمية وفاة محمد مير محمدي عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، الهيئة الاستشارية العليا للمرشد الأعلى عن 72 عاما.
ولم توضح الوكالة أسباب الوفاة لكنها كشفت أنه توفي في مستشفى “مسيح دانشوري” في طهران، المركز الرئيسي لمعالجة المصابين بالفيروس.
ويثير تفشي فيروس كورونا المستجد في إيران قلقا بالغا في الدول المجاورة.
وفي منطقة الخليج سُجلت 130 إصابة بالفيروس في الإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية التي أعلنت الإثنين تسجيل أول إصابة.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية إن الإصابة الأولى بالفيروس على أراضيها تعود لرجل عاد من إيران.
والكثير من المصابين في دول الخليج عائدون من إيران، خصوصا من مدينة قم .
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال السبت “إن كان بمقدورنا مساعدة الإيرانيين في هذا الملف فنحن مستعدون بالتأكيد للقيام بذلك”، لكنه أضاف “كل ما عليهم فعله هو طلب ذلك”.
إلا أن طهران رفضت الإثنين العرض الأميركي، متّهمة الرئيس الأميركي بتقديم الاقتراح “لأغراض الدعاية”.
ونقلت وكالة “إرنا” عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي قوله “نشكك في نوايا الأميركيين ولا نعوّل على مساعداتهم”.
بدورها قالت الصين المشاركة في إبرام الاتفاق النووي إن فريق خبراء من جمعية الصليب الأحمر الصيني وصل السبت إلى طهران “لتقديم المساعدة في مجال الوقاية من الوباء ومكافحته والرعاية الطبية”.
وتقدّر قيمة المساعدات التي أرسلتها منظمة الصحة إلى إيران بنحو 300 ألف دولار وتشمل أقنعة طبية وأجهزة للتنفس والاختبار وقفازات.
ونبّه بلانشار إلى أن مخزونات المواد اللازمة لمواجهة الفيروس منخفضة جدا.
وأوضح “ما نراه حاليا هو أنّ الطلب تخطّى بشكل كبير مخزوناتنا الحالية (…) وأصبحنا نعاني للوصول إلى مخزونات إضافية”.
وتتركز مهمة فريق منظمة الصحة العالمية على مساعدة إيران في السيطرة على الفيروس ودراسة أسباب تفشيه فيها.
وقال بلانشار إن فريق الخبراء هو الأول الذي ترسله منظمة الصحة إلى إيران منذ تفشي الفيروس.
وذكرت المسؤولة في قسم العمليات في المنظمة نيفين عطالله أنّ 15 ألف عامل في مجال الصحة سيستفيدون من المعدات المرسلة إلى إيران، موضحة أنّ المستلزمات عبارة عن “أول شحنة كبيرة لدعم جهود الاستجابة لفيروس كورونا المستجد”.
وتابعت “إيران بلد صعب، وليس من السهل الحصول دائما على موافقات للتوجه الى هناك”.
ونقلت الطائرة الإماراتية المساعدات والفريق الطبي من مطار آل مكتوم في دبي رغم توتر العلاقات بين إيران والإمارات