د.سلطان صنت بن جزيان يكتب: الأوبئة والبنية التحتية الصحية

أزمات العالم تفتح آفاقاً لتوجهات جديدة نتاج دروس مستفادة من كل أزمة 

من خلال مراجعة الحلول العاجلة التي أُتخذت لمواجهة كورونا نجد أنه قد يتساءل المجتمع لماذا لا يتم أخذ الاحتياطات مثل هذه الأمراض بزيادة سعة المستشفيات أو إنشاء مستشفيات متخصصه إضافة لمثل هذه الأزمات، لكن الإجابة على هذا التساؤل تُفيد بأن هذا الحل تنعدم فيه الكفاءة المالية والتشغيلية وكلنا شاهدنا الصين أنشأت المستشفيات في بضعة أيام لمعالجة الحالات التي تعاني من أعراض خفيفة و عندما انتفت الحاجة إليها تم إغلاق هذه المستشفيات بنهاية العاشر من مارس. من هنا هل لنا أن نفكر بحل مستدام وغير مكلف اقتصادياً لمواجهة مثل هذا الطلب على أسرة المستشفيات.

غالباً عندما يفكر المختصين بحل وظيفي يجب أن يوضع هذا الحل في ميزان الكفاءة الاقتصادية ومدى جدواه حتى يقاس إمكانية تطبيقها في الواقع العملي. أحد الحلول العاجلة التي لجأت اليها السعودية كانت بإستخدام بعض  دور الفنادق كأماكن حجر صحي حيث ساهمت هذه الفنادق في احتواء أعداد تزيد عن 7000 محجور عليهم صحيا.

من هنا نستطيع أن نفكر في تطوير هذا الحل بطرح فكرة تهيئة غرف عناية متوسطة لـ 20% من غرف الفنادق في السعودية وهذا سوف يساهم في تهيئة بنية تحتية صحية إحتياطية تستخدم في أوقات الأزمات لو افترضنا على سبيل المثال أن الرياض تمتلك 40 ألف غرفة فندقية بمجرد تخصيص 20% من غرف الفنادق نستطيع تهيئة 8000 غرفة عناية متوسطة لمعالجة الحالات التي تعاني من أعراض خفيفة وتستدعي العزل في اي أزمة قد تتعرض لها المملكة.

هذا لا يعني أنه لا يمكن الاستفادة من هذه الغرف كغرف فندقية في الأوقات الاعتيادية بل يمكن الاستفادة وتُجهز بتجهيزات عناية متوسطة في حال الأزمات. كما أن التكلفة على القطاع الصحي العام سوف تكون محدودة جداً. إذ أن قطاع الفنادق سوف يساهم بتعزيز البنية التحتية الصحية لمواجهة الأزمات بل أيضا سوف يستفيد من عائد هذه الغرف بالتنسيق مع نظام التأمين الصحي وهذا يقلل من مخاطر أي أزمة اقتصادية لقطاع الفنادق حال حدوث أزمات مشابهة لأزمة كورونا لا قدر الله.

ختاماً إذا ما تعلمنا من دروس هذه الأزمة سنبقى  نترقب بحذر لمصير مجهول