سقط المشاهير ولو ..

من يراقب تداعيات أزمة كورونا من جميع جوانبها؛ الإنسانية، والاجتماعية، والتجارية، والإعلامية، سيلاحظ ما استطاعت كورونا تغييره.

ولعل ما يلي سيكون منحصراً في الأزمة الإعلامية أو الاتصالية كما يرغب المختصين بتسميها. ولنبدأ بحصر المشكلة من البداية وهي التسلسل المنطقي للمشاهير في فترة ما قبل كورونا كان المشهور وليس المؤثر بين عشيةٍ وضحاها يجد لنفسه هالةٍ إعلامية لم يحظى بها الكثير ممن كدحوا وعملوا وتعلموا ومارسوا كل الفنون في جميع الجوانب وسبب ذلك أنه استفاد من وسائل التواصل الإجتماعي.

ومن خلال نظرتي المتعمقة فإن غالبيتهم وليس الجميع صنعوا لهم مجداً اتصالياً مع الجمهور بقصص مختلقة ومارسو الشو الإعلامي في ممارساتهم الاتصالية التي لم تكن لها أي إيديولوجيا الإ الإيديولوجيا الشخصية التي لا تهتم إلا بتحقيق الإنتشار حتى ولو كان ذلك على حساب المجتمع وقيمه ومرتكزاته، كما أن المجتمع في ظل التغييرات الاتصالية لم يكن يستطيع إلا قبول ذلك التغير التقني الاتصالي.

والإحساس بأنه تطور اتصالي جديد يفتح آفاق الحرية ويعيد ترتيب الوسائل الاتصالية والإعلامية من المجتمع إلى المجتمع بدون أي تدخل في هامش الحرية المتاح ولكن لم نعي أن غالبية هؤلاء المشاهير لم يعملوا وفق استراتيجيات وأهداف تهم المجتمع ولكن يضعون لهم خططهم الخاصة لزيادة عدد المتابعين وتحقيق المزيد من الإعلانات كما أن الشهرة غير المخطط لها تجعلهم يتخلون عن قيمهم ومبادئهم ومرتكزات مجتمعهم الخاص والعام، ولكن انجلت هذه الغيمة الضبابية التي كانت تحدق بالعملية الاتصالية خطراً مجتمعياً.

فبعد تداعيات أزمة كورونا أعاد المجتمع ترتيب بعض أوراقه واعتمد على الوسائل الإعلامية ولم يعتمد عليهم بل أن الكثير منهم حاولوا الإستفادة من هذه الأزمة ولكن لم يفلحوا في ذلك و كان النظام لهم بالمرصاد بسبب حساسية التعامل مع الأزمة وإيمان المجتمع ومؤسساته بخطورة أي تجاوز قد ينتج منهم وهم غير مدركين لمدى حساسية التأثير في هذه المرحلة العصيبة .

كما أن الأزمة أعادت لنا الأعلام الحقيقي وزادت من انتشاره وتفاعل المجتمع معه ولكي نكون منصفين فإن القليل جداً من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي أثبت أنه يستحق صفة مشهور فقط.

ولكن الغالبية العظمى نستطيع أن نقول لهم "سقط المشاهير ولو..".