الوقت والحجر والحمد لله

سبقني الكثير من الكتّاب، الذين تحدّثوا عن أسباب الحجر المنزلي؛ وأكّدوا على أهميته للصّالح العام.

وتطرقوا إلى الحكمة والفائدة من سرعة الإجراءات الإحترازية، التي اتخذتها المملكة، وساهمت بفضل الله وتوفيقه، في تخفيف هجمة هذه الجائحة.

وهذه الإجراءات بدورها مكّنت الأجهزة الطبية، والأمنية من الاستعداد الجيّد، لمواجهة مرض (كورونا) منذ البداية.

وفي هذا الوقت العصيب، ظهرت حكمة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وتجلى بُعد نظره؛ وقد جاءت في حزمة قرارات سريعة ومحددة، أمنية واقتصادية وصحية. وكان لقراراته، حفظه الله، صداها العالمي، وأثرها الايجابي.

وفي هذا المقال، ساتناول الفوائد، التي يمكننا أن نجنيها من الحجر المنزلي.

وفي العزلة، الكثير مما يمكن قوله، أو الاشارة إليه. أولها الراحة في الجسد. وملازمة الأهل؛ والجلوس مع الأبناء. إلا أن الأهم من ذلك، هو نعمة (الوقت).

والحمد لله.

الكثير منّا اليوم يستشعر نعمة (الوقت والفراغ).

واستغلال هاتين النعمتين بما يعود بالفائدة والنفع، هي أهم مايفكّر فيه القارئ الكريم.
وتشكّل القراءة، الجانب الأكثر حضوراً هنا، لتعدد الخيارات؛ فنبدأ بالقرآن، أعظم الكتب، وأجلّها، قراءة وتدبراً. وهذا اقرب وقت نلجأ فيه إلى الله؛ ونستشعر هنا حكمته وقدرته؛ ونطلب رحمته ومغفرته.

قال تعالى: (أمَّن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ماتذكّرون). وقال ايضا (وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون).

ومن الخيارات في أمر القراءة، مايتعلق بإكتساب المهارات وزيادة المعرفة. ونجد ان المواقع الالكترونية اليوم تعجّ بالكثير من الدورات المجانية أو المدفوعة؛ ومعها شهادات معتمدة.

وتعتبر الخلوة، التي نعيشها اليوم، دأب الصالحين، والمبدعين. وما وصلت الحضارات إلى هذا الرقي، إلا بسبب أولئك.

لدينا الكثير من القدرات والهوايات والرغبات والاحلام، ولم نكن نجد الفرصة المتاحة لتحقيقها.
وهاهو الوقت أمامنا فاتح ذراعيه، للمبدعين، والراغبين في تطوير أنفسهم. وهانحن نتعلم ونعمل، في أمن وأمان... والحمد لله رب العالمين.