إردوغان يهرب من أزماته بحجب “مواقع سعودية” في تركيا

تعليقًا على حجب مواقع إخبارية سعودية في تركيا، علق رئيس تحرير موقع "أحوال تركية"، يافوز بيدار، قائلا إن القرار امتداد لعملية وقف التدفق الحر للمعلومات.

وقال بيدار إن المعادلة واضحة منذ فترة طويلة، فكلما توسعت أزمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على المستوى المحلي والإقليمي، وبرزت فوضى الاقتصاد، لجأ إلى خنق ما تبقى من وسائل الإعلام التقليدية والرقمية.
وأشار إلى أن نظام إردوغان قام مؤخرا بفرضت غرامات كبيرة على ثلاث قنوات تلفزيونية مهمة، بينها "فوكس تي في" و"هالك"، على خلفية اتهامات بـ"إثارة الذعر"، لنشرها تقارير عن فيروس كورونا في تركيا. بل وحذر المجلس الأعلى للإذاعة والتللفزيون القنوات من الإغلاق، مهددا: على لسان رئيسه إلهان تاسكي: "سنطبق أقسى التدابير إذا لزم الأمر".
ولفت بيدار إلى اعتقال ثلاثة محررين من الموقع الإخباري "أودا تي في"، وثلاثة آخرون من موقع الأخبار الكردية "يني يجام" ، لنشرهم صوراً وتفاصيل عن مقتل مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات، خلال اشتباكات في ليبيا.
وبسبب تنازلهم الأزمة بين أنقرة وموسكو حول إدلب السورية، تجمع أنصار لإردوغان أمام منازل بعض محرري موقع سبوتنيك الإخباري، في محاولة لإرهابهم، دون رادع من قانون. فيما تم اعتقال 230 شخصاً بسبب كتابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب بيدار، لا تزال حكومة أردوغان مرتبكة بسبب قدرتها المحدودة على إدارة الأزمة، خاصة بعد تفشي كورونا. فهي بحاجة ماسة إلى المساعدة المالية الدولية. وبسبب إدارتها المركزية للأزمة التي لا تترك لمصرفها المركزي مجالًا للاستقلالية ولا أي شفافية، تجد نفسها في عزلة، وهو ما يدفعها لمهاجمة الإعلام الذي تعتبره النقطة الأضعف والأكثر هشاشة في البلاد.
وبحسب منظمات حقوقية، تحتل تركيا تحتل المرتبة الأولى عالمياً فى سجن الصحفيين، حيث بلغ عدد الصحفيين المحبوسين فى سجونها لأكثر من 600 صحفى، أدين 77 منهم بعقوبات بالسجن والغرامة.
وطالت الممارسات القمعية التى تُمارسها السلطات التركية عددا من الكتاب والأكاديميين والأصوات الناقدة والمعارضة، حيث شملت القائمة 80 كاتبا، و16 أكاديميا خضعوا للتحقيقات والملاحقات القضائية، وفى ظل حالة الطوارئ، أُغلقت 200 من وسائل الإعلام ومنظمات النشر، بما فى ذلك وكالات الأنباء والصحف والدوريات والراديو والتلفزيون وشركات التوزيع، وتم إلغاء 25 قرارا فقط من قرارات الإغلاق فى وقتٍ لاحق، حيث إنه اعتباراً من 31 ديسمبر 2017، هناك 175 منظمة نشر ما زالت مغلقة.