وزراء التربية بالعالم الإسلامي يؤكدون الالتزام بتعزيز فرص التعلم للجميع

اختتم المؤتمر الاستثنائي الافتراضي لوزراء التربية في العالم الإسلامي أعماله اليوم بتجديد المشاركين من 43 دولة التزامهم بالعمل على أن تبلغ دولهم بحلول عام 2030 الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.

وفي الإعلان الذي تلاه المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك في الجلسة الختامية للمؤتمر قدم وزراء التربية والتعليم في العالم الإسلامي، ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية المشاركون في أعمال المؤتمر الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- على التكرم بتبني مبادرة عقد المؤتمر وترأسه وتقديم الدعم التقني والفني له، كما قدموا الشكر إلى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، ولمديرها العام على الدعوة لعقد المؤتمر خلال هذا الظرف الصعب الذي يمر به القطاع نتيجة تفشي جائحة كورونا وما صاحبها من إغلاق وتعطيل للمرافق العمومية التربوية.

وجدد المشاركون في المؤتمر -الذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- بالتعاون مع وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية رئيسة المؤتمر لهذه الدورة- دعمهم لرؤية منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، القائمة على ضمان الحق في التعليم لكونه حقا جوهريا من حقوق الإنسان، وعلى ضمان الكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المتعلمين.

وثمن المشاركون مجهودات الدول الأعضاء والتدابير والإجراءات التي انتهجتها من أجل ضمان استدامة التعليم في ظل تفشي جائحة كورونا، ودعوا الإيسيسكو إلى إعداد دراسة شاملة حول الآليات والإجراءات التي اتبعتها الدول الأعضاء للحد من انعكاسات جائحة كورونا على قطاع التربية والتعليم، وآليات الاحتياط المستقبلية لحالات الطوارئ والأزمات.

وأكد إعلان المؤتمر التزام الدول الأعضاء -قدر الإمكان- بتوظيف خبراتها وإمكاناتها المادية والبشرية بقصد دعم بعضها البعض، وتكثيف التشاور والتنسيق والتواصل فيما بينها لتمكين كل طفل داخل العالم الإسلامي من حقه في التعلم، لا سيما خلال الأزمات وحالات الطوارئ.

ورحب المجتمعون بالدليل التوجيهي الذي أعدته الإيسيسكو لضبط الإجراءات والتدابير التي يمكن الاسترشاد بها لضمان عودة مدرسية آمنة في حال استمرار تفشي جائحة كورونا أو وقوع موجة ثانية تزامنا مع العودة المدرسية، كما رحبوا بالتقرير المتعلق بأدوار الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في تطوير المنظومات التربوية من جهة، وفي تكريس مبادئ الجودة والإنصاف والمساواة والشمول إبان حالات الطوارئ والأزمات من جهة أخرى، وأكدوا الالتزام بتسخير الإمكانات المادية والفنية اللازمة للاستفادة قدر الإمكان من المزايا التي توفرها هذه التطبيقات الذكية في مجالات التربية والتعليم.

وأكد الإعلان الالتزام بالعمل على إتاحة الموارد التعليمية والبيانات المفتوحة لجميع فئات المتعلمين، وعلى ملاءمة التشريعات الوطنية في اتجاه إرساء مرافق عمومية تربوية رقمية وإدراج التعليم الافتراضي بالمنظومات القانونية لدول العالم الإسلامي، وعدّه مكملا للنظم التربوية الحضورية.

وتعهد المجتمعون باتخاذ إجراءات سريعة وإطلاق مبادرات عملية ناجعة في مواجهة الفاقد التعليمي المرتفع أصلا في العالم الإسلامي، والمتفاقم نتيجة تفشي جائحة كورونا، بما يهدد جودة التعليم ومبادئ الإنصاف والشمول والمساواة، وأكدوا ضرورة مواكبة الملامح الجديدة للمنظومات التربوية وحاجاتها البشرية والفنية، والعمل على دعم القدرات من خلال السياسات التكوينية والبرامج التأهيلية والأدلة التوجيهية والدورات التدريبية لفائدة جميع مكونات الأسرة التربوية.

وجدد الإعلان التأكيد على التزام الدول الأعضاء في الإيسيسكو بإعداد الإستراتيجيات وخطط العمل والميزانيات الخاصة بالتربية والتعليم باعتماد مقاربات تقوم على المساواة بين الجنسين ونبذ جميع أشكال التمييز ضد المرأة وتوفير فرص تعليمية متساوية لجميع الفئات دون استثناء، وكذلك الالتزام بالعمل تدريجيا على توحيد معايير الرياضيات والعلوم في دول العالم الإسلامي، وعهد المجتمعون لمنظمة الإيسيسكو بالتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة مهمة تقديم مقترحات في ذلك تعرض على الجهات المعنية في الدول الأعضاء قبل المصادقة عليها خلال الدورة القادمة لمؤتمر وزراء التربية والتعليم.

وأكد المشاركون في المؤتمر دعمهم لمبادرة "التحالف الإنساني الشامل" التي أطلقتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة من أجل الحد من انعكاسات جائحة كورونا على الدول الأعضاء، وأهابوا بالدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وبالهيئات المانحة وبالقطاع الخاص لإنجاح التحالف من خلال العمل على دعم أنشطته ومبادراته.

كما أكدوا الالتزام بضمان استدامة موارد منظمة الإيسيسكو من خلال الانتظام في دفع المساهمات في ميزانيتها والعمل قدر الإمكان على توفير موارد خارجية حتى تضطلع بالأدوار الموكلة إليها بمقتضى ميثاقها التأسيسي وقرارات المؤتمر العام والمجلس التنفيذي والمؤتمرات الوزارية المتخصّصة.

وفي ختام أعمال المؤتمر ألقى الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للإيسيسكو كلمة شكر فيها الوزراء والمشاركين في المؤتمر، وجدد التزام المنظمة بالعمل على بذل المزيد من الجهود لدعم استمرارية الحق في التعليم.