ترحيب عالمي وإسلامي بقرار المملكة بشأن حج هذا العام

شهد قرار المملكة العربية السعودية بشأن اقتصار حج هذا العام على المقيمين في داخل المملكة، ترحيبا عالميا وإسلاميا.

وأعلنت وزارة الحج، الاثنين، إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل السعودية.

وقالت الوزارة في بيان لها، إنه تقرر إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية.

رابطة العالم الإسلامي:

وصدر عن رابطة العالم الإسلامي اليوم الثلاثاء بيان باسم علمائها المنضوين تحت مظلة “المجلس الأعلى للرابطة” و”المجمع الفقهي الإسلامي” و”المجلس الأعلى العالمي للمساجد” يؤيد ما اتخذته حكومة المملكة العربية السعودية من إجراءات احترازية لحج هذا العام 1441هـ.

وأوضح البيان الصادر عن معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى باسم مؤسسات الرابطة المنوه عنها و”باسم هيئة علماء المسلمين”، و”رابطة الجامعات الإسلامية”، أن الظرف الطارئ لجائحة كورونا المستجد يُمثل حالة استثنائية يتعين شرعاً أخذُها ببالغ الاهتمام والاعتبار، وذلك حفاظاً على سلامة حجاج بيت الله الحرام في أبدانهم وأرواحهم.

هيئة كبار العلماء:

أعلنت هيئة كبار العلماء،اليوم، عن تأييدها قرار المملكة بأن يكون حج هذا العام بعدد محدود من داخل المملكة

و صدر عن هيئة كبار العلماء اليوم البيان التالي: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد :
فقد نظرت هيئة كبار العلماء في قوله سبحانه ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) .
ومن جملة ما ترشد إليه الآية الكريمة في أمن البيت الحرام وتطهيره اتخاذ الأسباب لمنع انتشار الأمراض والأسقام كالعدوى التي تفتك بالأرواح في زمن الأوبئة.
كما نظرت في الأحاديث الصحيحة التي تدل على وجوب الاحتراز من الأوبئة وأن تُبذل كل الأسباب التي تؤدي إلى التقليل من تفشيها كقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يوردن ممرِض على مصح ) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فِر من المجذوم كما تفر من الأسد ) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وجاءت الشريعة الإسلامية ببذل الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتقال الأوبئة والأمراض من بلد إلى آخر أو التقليل من ذلك فقال عليه الصلاة والسلام : ( إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها) متفق عليه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
ونظرت الهيئة في النصوص الكريمة التي تدل على وجوب المحافظة على النفوس وأن ذلك من مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء كقوله تعالى : ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما )، وقوله سبحانه : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .
كما اطلعت على قواعد الشريعة التي تدل على دفع الضرر قبل وقوعه، ورفعه بعد وقوعه أو التخفيف منه، كقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا ضرر ولا ضرار ) أخرجه ابن ماجه.
ومن القواعد المتفرعة عنها : أن الضرر يدفع قدر الإمكان، واطلعت على ما قرره أهل الاختصاص من أن التجمعات تعتبر السبب الرئيس في انتقال العدوى في ظل ما يشهده العالم من جائحة كورونا، وأن منعها أو التقليل منها هو الحل الأمثل حتى يأذن الله تعالى بارتفاع هذا الوباء.
ولأهمية إقامة شعيرة الحج دون أن يلحق ضرر بأرواح الحجاج، ودون أن تكون هذه الشعيرة العظيمة سبباً في زيادة انتشاره، فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، لذلك كله من النصوص الشرعية والمقاصد والقوعد الكلية فإن هيئة كبار العلماء تؤيد ما قررته حكومة المملكة العربية السعودية بأن يكون الحج هذا العام 1441هـ بعدد محدود جداً من داخل المملكة حفاظاً على صحة الحجاج وسلامتهم.

مصر:

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن قرار المملكة العربية السعودية تنظيم فريضة الحج هذا العام بعدد محدود للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، هو قرار حكيم ومأجور شرعًا ويراعي عدم تعطيل فريضة الحج والحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وإعلاء حفظ النفس أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ويدل على وعي قيادة المملكة بخطورة فيروس كورونا، خاصة في ظل الانتشار المتسارع لهذا الوباء الذي يهدد أرواح الناس في كل مكان.

صرح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري، بأنه في ظل تفشي وباء كورونا وانتشاره عالميا وتزايد أعداد المصابين به فإننا ندعم قرار الممكلة العربية السعودية الشقيقة في قصر الحج على أعداد محدوة من الجنسيات المختلفة من الراغبين في الحج هذا العام ١٤٤١ هـ من الموجودين داخل المملكة العربية السعودية.

وأكد أن هذا القرار يتسق مع مقصد الشرع في الحفاظ على النفس من جهة وعدم تعطل النسك كلية من جهة أخرى، سائلين الله عز وجل أن يعجل برفع البلاء عن مصرنا العزيزة وعن شقيقتها المملكة العربية السعودية وعن سائر بلاد العالمين.

مجلس علماء باكستان:

أعلن مجلس علماء باكستان،اليوم، عن تأييده لقرار المملكة بشأن الحج.

و قال المجلس في بيان له: نؤيد ونشيد بقرار المملكة العربية السعودية بإقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة لمختلف الجنسيات داخل المملكة بسبب جائحة كورونا في معظم بلدان العالم

و أضاف البيان، إن هذا القرار يدل على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين بإقامة الركن الخامس للإسلام وسعيها الدؤوب لسلامة حجاج بيت الله الحرام وعدم تعرض بلاد المسلمين لانتشار الوباء , وجاء هذا القرار الحكيم لأجل حفظ النفس وهي من الضروريات الخمس التي أمرت الشريعة الإسلامية بحفظها.