أرقام متضاربة وتصريحات ملتوية.. لماذا لم يقتنع الأتراك والأسواق العالمية بحديث أردوغان عن اكتشاف حقل الغاز؟

لجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أذرعه الإعلامية للترويج لبشرى سارة سيعلنها بنفسه، في محاولة لإنقاذ الشعبية المنهارة جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة في تركيا.

قبل إعلان أردوغان سربت وسائل إعلام محسوبة على الحكومة التركية وممثلة لها، أمس الخميس، أن مفاجأة الرئيس ستتضمن الإعلان عن اكتشاف حقل غاز بإنتاج 800 مليار م3، في مفاجأة ربما تعدل كفة الاقتصاد التركي الذي يعاني جراء انهيار الليرة أمام الدولار.

لم يمر وقت كبير على التسريبات المقصودة من وسائل إعلام الحكومة التركية، حتى خرج الرئيس أردوغان بنفسه متحدثا عن أن حجم حقل الغاز 320 مليار م3 فقط، أي أقل من ثلث ما ينتجه حقل ظهر المصري تقريبا.

لكن التخبط في التصريحات والأرقام المتضاربة أحدثت بلبلة في الأوساط التركية قبل العالمية، أيهما صحيح، ما نسب للحكومة التركية وراوغت به مشاعر الأتراك بأن الحقل المكتشف كبير أم ما أقره أردوغان بنفسه في أرقام ضئيلة عن الهالة الإعلامية التي تم التجهيز بها لإعلان الحدث.

هذه التصريحات الملتوية واللعبة الإعلامية لم تنطل على الأتراك، وقبلها الأسواق العالمية، بعدما بقي سعر الدولار ثابت أمام الليرة دون حراك أو تأثر بإعلان أردوغان، ما يدل على مؤشر فقدان الثقة في تصريحات الحكومة التركية داخليا وخارجيا.

وواصلت الليرة التركية، سقوطها الحر متجهة نحو مستوى متدن قياسي، بعدما قلل وزير المالية التركي من أهمية تقلبات العملة وأكد على قدرتها التنافسية.

وتدافع الأتراك نحو شراء العملات الأجنبية في الأسابيع الماضية، فيما دعا محللون لإجراءات أكثر حزما، مثل تشديد رسمي للسياسة النقدية لتحقيق استقرار في السوق ومواجهة المشكلات الاقتصادية الأعمق، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.

ووسط تداول الأرقام المتضاربة، انفجرت موجة غضب في الأوساط التركية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وكان الاتجاه العام بها هو عدم الثقة في تصريحات الرئيس والحكومة، وما هي إلا محاولات لترقيع الثوب الذي أصابه الوهن.

وفي يوليو من العام الجاري كشف تقرير بريطاني أن وسائل الإعلام التابعة لنظام أردوغان هي الأقل ثقة بين الأتراك.

وأكد معهد رويترز لدراسات الصحافة التابع لجامعة أوكسفورد أن نحو 50% من أنصار ومؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم يرون أن الإعلام في البلاد منحاز وغير محايد ولا يمكن الوثوق فيه، مشيرا إلى أن النسبة ترتفع بين أنصار الحركة القومية المتحالف مع حزب أردوغان لتصل إلى 63%.