نايف العلياني يكتب: بأي يوم أو عيد نحتفي

تغمرنا بشائر الفرح ونحن نستقبل اليوم الوطني الـ ٩٠ لهذه البلاد المباركة التي أسسها الملك والإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- واكمل المسيرة ابناءه وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير الملهم محمد بن سلمان ولأن استشعار الفضل جزء لا يتجزأ من شعيرة الشكر والحمد للواهب، فلعلنا ننظر إلى هذا اليوم، ليس باعتباره فرصة لتبادل التهاني فقط، بل فرصة كذلك لنذكر بعضنا بما نحن فيه من نعم تدوم بشكرها، نِعم منَّ الله بها على هذا الوطن فباتت أعياده متجددة في كل يوم.

نهنئ بعضنا بهذا اليوم، وبالأمن الذي يظلل بيوتنا وأهلنا في حمى هذه البلاد الطاهرة، ففي حدودنا جنود يسهرون لننام، ويضحون بأرواحهم لنعيش حياتنا مطمئنين، وفي سمائنا يصنع هؤلاء الجنود بأبصارهم سياجاً حامياً من الشهب الثاقبة في كل ثانية، حتى إذا حاول الأعداء تهديدنا عادوا خائبين خاسرين تتدمر أحلامهم إلى شظايا بالية، وتتعمر آمالنا في حياة طموحة باقية، ذلك عيد الأمن، فكل عام ونحن به بخير.

نهنئ بعضنا بهذا اليوم، وبالثقة التي تملؤنا في عهد الحزم وهو يعيد ترتيب حياتنا اليومية بحكمة متزنة، فيواجه من خانوا أمانة المال العام، ويعيد الحقوق إلى أهلها، ويرسم ملامح تنمية واعدة بشفافية عالية تضعنا في كل يوم في مقدمة ركب الحضارة العالمية، وترسخ اسم بلادنا الحبيبة مع دول العالم المؤثرة التي تصنع مواقفها ملامح السياسة في المنطقة، إنها الثقة التي نرتقي بها في مدارج العز ومدارك التفوق حيث يليق بنا، بواقع متطور داخلياً ومؤثر خارجياً، ذلك عيد الثقة، فكل عام ونحن به خير.

نهنئ بعضنا بهذا اليوم، وبأبنائنا الذين يحملون على عاتق أرواحهم الشابة الدؤوبة تحقيق رؤيتنا الطموحة بقيادة أميرها الملهم الشاب، هؤلاء الذين لم يغمض لهم جفن منذ اربعة أعوام وهم يجوبون الأرض ويحفزون العقول ويضعون الخطط التي تعمل من أجل أن يكون كل شيء في هذا البلد أجمل، هذه القدرات والكفاءات عالية التعليم والموهبة والمهارة، والتي تمثل جيلاً نوعياً في تاريخ مملكتنا الحبيبة، هم الاستثمار الذي سيعود علينا بأضعاف ماعاد به النفط، ذلك عيد الإنسان، فكل عام ونحن به خير.

نهنئ بعضنا بهذا اليوم، وبالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي المتكامل والتنوع الحضاري اللافت، وبقوة بلادنا في الجمع بين حماية حدودها وبناء مستقبلها، بين كتابة تاريخها المستقبلي والوفاء لماضيها العريق، بين أياديها الصلبة الحازمة في الرد وأياديها الحانية البيضاء في العطاء، هذه الأرض الذي تتصدى كل يوم لجحافل من الكارهين الحاقدين عليها ممن لم يبلغوا ربع نجاحها، ومع ذلك تفتح ذراعيها لملايين المحبين الذين يؤمون بقاعها على مدار العام وفي حج كل عام، لاهجين لها بالشكر والعرفان، على قدرتها الاستثنائية في أداء مهمتها الأبدية في خدمة ورعاية ضيوف الرحمن، ذلك عيد الشرف، فكل عام ونحن به بخير.