السودان: تجمع المهنيين مهاجماً حكومة حمدوك: تبيع السمك في الماء.. سنخرج في 21 أكتوبر

أعلن تجمع المهنيين السودانيين الخروج إلى الشارع في 21 اكتوبر لتأكيد أن طريق التغيير السلمي الديموقراطي الذي مضى فيه الشعب وارتضاه لا يرتبط بأشخاص أو حكومات.

وطالب السلطة الانتقالية بتغيير ما بها قبل فوات الأوان، مؤكداً أن الشعب ليس بغافلٍ مهما تمالك أو صبر، وهو متمٌ ما بدأه بثباته ويقينه وعزم بناته وأبنائه المخلصين.

وقال تجمع المهنيين في بيان نشر على صفحته الرسمية بالفيسبوك: (تواصل السلطة الانتقالية وحاضنتها الرسمية منهج الإلهاء والحلول الجزئية وبيع السمك في الماء، تمني شعبنا بأموال المانحين ووعودهم الهباء، وتهوّل في الترويج لسلام جزئي غلب عليه فقه الترضية والمسارات، تخدّر شعبها بمؤتمرات لجنة تفكيك التمكين التي تسلل إلى عملها التجاوزات والأخطاء، ولا تعلن لشعبها – رغم إلحافه في السؤال – عن مسار وخطوات وضع الشركات الحكومية والرمادية تحت سيطرة وزارة المالية، وإنهاء نزيف الموارد وسطوة الاقتصاد الموازي، فيما تدحض مواقف مجلس السيادة والملفات التي يمسكها، بخاصة شقّه العسكري، مزاعم صفته التشريفية).

وأضاف البيان: (أكملت السلطة الانتقالية منذ تشكيلها العام ويزيد والأزمات تتناسل كل يوم والأداء الحكومي مضطرب وضعيف لا يرتقي لمستحقات ثورة ديسمبر العظيمة، فالضائقة المعيشية ما عادت محتملة ويهدر شعبنا سحابة يومه لاهثا خلف أبجديات حاجاته في الخبز والوقود، أما أزمة الدواء فقد استفحلت حتى أصبح الحصول على الدواء هو الاستثناء، والحال نفسه على إمداد الكهرباء لمن تشملهم تغطية شبكتها القومية، أما من لا تشملهم فليس لهم عزاء. إلى جانب الضائقة المعيشية، ومعاناتها اليومية، فإن أطرافًا عزيزة من البلاد ما زالت تنهشها التفلتات الأمنية، حيث ظلّت بعض الأيادي التي حرمتها ثورة ديسمبر ما اكتسبته من سحت، في شرق البلاد، تذكي نار فتنة وحزازات قبلية مصطنعة، لتصب قضية والي كسلا في نارها الزيت ثم يأتي التدخل المتأخر للقوات الأمنية متوسلًا إطلاق النار على المتظاهرين بالأمس واليوم مخلّفًا شهداء كرام.

وفي الغرب ما فتئت المليشيات المنفلتة تعتدي على المواطنين وتنهب ممتلكاتهم، واعتصاماتهم مستمرة في نيرتتي وغيرها، فيما يمتد انتظار شعبنا للعدالة وسط تلكؤ غير مبرر في المسار القانوني، ما يزال قتلة شهداء حراك ديسمبر وما قبله ومرتكبي جرائم التعذيب واغتيال المعارضين في معتقلات الإنقاذ طلقاء، أما لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة وبقية المدن فقد أصبح التمديد لعملها سمة وتطاولت بها الآجال).

وقال البيان: (يتابع شعبنا كل ذلك مستمسكاً بآماله التي أحيتها ثورة ديسمبر، وتطلعه لفجر قريب، إلا أن مجمل تصرفات السلطة الانتقالية وحاضنتها لا تبشر بجدية أو عزيمة على المراجعة أو الإصلاح، بل هي سادرة في غيّها، تتعامل مع مواقع المسؤولية كغنائم، ضاربة عرض الحائط بالكفاءة والمعايير، فامتلأت الوزارات واللجان وحكومات الولايات بمحاسيب وشلليات، مستبدلة تمكينًا بتمكين، وولاء بولاء، فساد التخبط وتداخل الصلاحيات، وبدل الإقرار بالأخطاء والتصحيح، تطمع في المزيد من المحاصصات، متجاهلة معاناة من أتوا بها وصبرهم الآخذ في النفاذ، متناسين أن عزيمة ثائرات وثوار ديسمبر لا تخبو جذوتها تحت الرماد).

وأضاف البيان: (نعلنها في تجمّع المهنيين السودانيين أننا لن نكون سترًا على هذا التلاعب بمسار الانتقال، فالثورة العظيمة المضمخة بالدماء تستحق تضحياتها أن تقابل بكل تفانٍ وعطاء، وأن انحيازنا لشعبنا دونه كل اعتبار، وندعم غضبته المشروعة على حصيلة أداء السلطة الانتقالية حتى الآن وحقه في الخروج والتعبير عن ضيقه بهذا الحصاد، نبارك دعوات التظاهر نهار الحادي والعشرين من أكتوبر وندعو مواطنينا الثوار لأخذ مواقعهم فيها طلبًا للتقويم والاستواء على جادة مطالب شعبنا في الحرية والعدالة والسلام.

ليكن خروجنا في الحادي والعشرين من أكتوبر، لنؤكد أن طريق التغيير السلمي الديموقراطي الذي مضى فيه شعبنا وارتضاه لا يرتبط بأشخاص أو حكومات، بل تتجدد فيه الدماء كلما اقتضى الحال، والسلطة الانتقالية مطالبة بتغيير ما بها قبل فوات الأوان، فالشعب ليس بغافلٍ مهما تمالك أو صبر، وهو متمٌ ما بدأه بثباته ويقينه وعزم بناته وأبنائه المخلصين).