جائحة كورونا والطلاب من ذوي الإعاقة السمعية في التعليم عن بعد

جائحة كورونا COVID-19 تسببت في إغلاق الجامعات والكليات والمدارس في أغلب دول العالم، ولكن التعليم لم يتوقف وكان في الغالب أن البديل الآمن لصحة الجميع وأيضا للمساعدة في وقف انتشار هذا الوباء هو التوجه للتعلم عن بعد، وأيضا توفير مصادر تعليمية تتناسب مع احتياج وقدرات جميع الطلاب.

الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية الذين لديهم زارعة قوقعة وأيضاً الذين يعتمدون بشكل دائم على المعين السمعي لا يستخدمون لغة الإشارة للتواصل ويعتمدون على هذه المعينات السمعية التقنية في تلقي المعلومات، لذا فهم يعانون في أفضل الظروف من عدم تلبية احتياجاتهم التعليمية بشكل متكامل في ظل التعلم عن بعد، ما زال المعلمون في التعلم عن بعد يبذلون جهدا ووقتا مضاعف لإيجاد الطرق المثلى التي تمكنهم من إيصال المعلومة بشكل واضح لجميع الطلاب، ولكن هل يشمل ذلك الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية؟

الجميع يواجه تحديات في التعلم عن بعد ولكن التحديات أكبر لمن يعانون من ضعف السمع وزارعي القوقعة، لأنهم قد لا يستطيعون سماع المحاضرة أو شرح المعلم بشكل واضح وذلك لان الصوت بالنسبة لهم مشوه لأنهم يسمعونه من خلال أجهزة الكمبيوتر، ومعيناتهم السمعية تنقل الصوت بجودة أفضل إذا كان الصوت يسمع بشكل مباشر ووجها لوجه، ومن التحديات أيضا للطلاب الذين يعانون من ضعف السمع أن البرامج المستخدمة لا تدعم التحويل المباشر للكلام من صوت لكتابة، والتي قد تكون متوفرة في اللغة الإنجليزية، الطالب ضعيف السمع في الفصل العادي قد يستعين بزملائه في حال لم يتمكن من السماع بشكل جيد أو الحصول على ملاحظات أحد زملائه ولكن ذلك غير ممكن في أغلب الأحيان في التعلم عن بعد.

كيف يمكننا تلبية الاحتياج الأكاديمي للطلاب ضعيفي السمع

• تفقد طلابك ما إذا كان أحدهم لديه ضعف سمع او من زارعي القوقعة ويحتاج بعض التسهيلات حتى يتلقى المعلومات كباقي زملائه، فغالباً العديد من الطلاب الذين لديهم ضعف في السمع في مراحل مختلفة لا يطلبون المساعدة من معلميهم او اساتذتهم في الجامعة، فإن كان هناك أحد الطلاب يعاني من ضعف في السمع أو من زارعي القوقعة فيفضل إما أن يوفر له تسجيل للدرس صوتي أو فيديو حتى يتمكن الطالب من مراجعته وتكراره في ظروف أكثر ملاءمة لاحتياجه.

• استخدام خاصية Captioning ويعني ذلك تحويل الكلام المسموع إلى مقروء بشكل مباشر وذلك في حال كانت الدراسة باللغة الإنجليزية، فمعظم البرامج التعليمية تكون متوفرة فيها هذه الخاصية، ولكنها غير دقيقة ١٠٠٪، وللأسف اللغة العربية غير مدعومة بهذه الخاصية في أغلب البرامج التعليمية مثل التيمز وغيرها، ويكون بديل ذلك هو تقديم المحاضرة للطلاب ضعاف السمع على شكل نص مقروء يمكنه مراجعته وتعلم كل ما فاته من خلال إعادة قراءته.

• على المعلم أو أستاذ الجامعة أن يقوم بدراسة البرنامج التعليمي الذي يستخدمه للقاء طلابه والإلمام بخفايا وخصائص هذا البرنامج، فغالبا أن البرامج التي وفرتها لنا وزارة التعليم والجامعات ذات جودة عالية وتوفر خصائص ومميزات تتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

• العديد من الطلاب ضعاف السمع يعتمدون على قراءة شفاه المتحدث، فيجب على المعلم أن يتكلم بشكل واضح ولا يستعجل قدر الإمكان في الشرح وأن يهتم بمحيطه ولباسه بحيث لا يكون هناك أي مبالغة فيه لكي لا يحدث أي تشتيت لانتباه الطلاب وذلك ليتمكن الطالب الذي يعاني من ضعف السمع من التركيز على قراءة شفاه معلمه بشكل واضح.

أسأل الله التوفيق والنجاح للجميع و أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وأن ويرفع عنا هذا الوباء عاجلاً غير آجل

  • دكتوراه في التربية الخاصة