خطأ “ساذج” أم “مقصود”؟.. “رويترز” تكشف محاولات إيرانية للتدخل في الانتخابات الأمريكية

FILE - In this May 5, 2020, file photo, then-Rep. John Ratcliffe, R-Texas, and now Director of National Intelligence testifies before the Senate Intelligence Committee on Capitol Hill in Washington. Officials say Russia and Iran have obtained some voter registration data, aiming to interfere in the November election. (AP Photo/Andrew Harnik, Pool, File)

ذكرت أربعة مصادر، حسب ما أعلنته "رويترز"، أن محللين بالحكومة الأمريكية وآخرين بالقطاع الخاص نجحوا سريعا في كشف مسؤولية متسللين إيرانيين عن موجة من آلاف الرسائل الإلكترونية التي تنطوي على تهديدات موجهة لناخبين أمريكيين، وذلك بفضل رصد أخطاء في تسجيل مصور مرفق مع بعض الرسائل.

ومنحت هذه الإخفاقات، الحكومة الأمريكية فرصة نادرة لرصد عملية تسلل إلكتروني ضارة والكشف عن هوية المسؤول عنها في غضون أيام فحسب، وهو أمر يحتاج عادة لشهور من التحليل الفني والدعم المخابراتي.

وقال مسؤول كبير في الحكومة الأمريكية طلب عدم ذكر اسمه "إما أنهم ارتكبوا خطأ ساذجا أو كانوا يريدون أن يتم ضبطهم".

ولا يعني نسب المسؤولية لمتسللين إيرانيين بالضرورة أن يكون المسؤول جماعة تعمل لصالح الحكومة هناك، ونفى مسؤولون إيرانيون المزاعم الأمريكية.

وقال علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة في نيويورك "هذه الاتهامات لا تزيد عن كونها سيناريو آخر لتقويض ثقة الناخبين في أمن الانتخابات الأمريكية، وهي سخيفة".

وقال جون راتكليف مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، يوم الأربعاء، إن روسيا وإيران حاولتا التدخل في حملة الانتخابات الرئاسية التي تجرى في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني. وقالت ثلاثة مصادر إن أجهزة المخابرات لا تزال تحلل المعلومات لمعرفة المسؤول عن العملية في إيران وأهدافه.

وفي غضون ساعات من تداول المقطع المصور هذا الأسبوع، الذي زعم أنه مرسل من جماعة أمريكية تنتمي لأقصى اليمين وتدعى "براود بويز" أو (الأولاد الفخورون) بدأ مسؤولو مخابرات ومواقع كبيرة توفر خدمة البريد الإلكتروني مثل جوجل وميكروسوفت في تحليل شفرة الحاسب الآلي التي ظهرت في المقطع المصور للمتسللين.

وتطالب هذه الرسائل الإلكترونية الناخبين بتغيير انتمائهم الحزبي إلى الحزب الجمهوري والتصويت لصالح الرئيس دونالد ترامب وإلا "سنلاحقكم".

وعلى الرغم من أنها تبدو كما لو كانت مرسلة من عنوان البريد الإلكتروني الخاص بمجموعة براود بويز فإن العنوان كان مزيفا حسبما قال محللون أمنيون.

ونفت جماعة براود بويز مسؤوليتها عن هذه الرسائل.

وقال بيان أصدرته جوجل مساء الأربعاء إن هذا النشاط "مرتبط بإيران".

وذكر متحدث باسم الشركة أمس الخميس أن جوجل على تواصل مع مكتب التحقيقات الاتحادي.

وقالت المصادر، إنه على الرغم من محاولات طمس عناصر في التسجيل المصور لإخفاء هويتهم فإن المتسللين فشلوا في التعتيم على كافة المعلومات التي تدينهم.

ويظهر المقطع المصور شاشة الحاسب الآلي الخاصة بالمتسللين أثناء كتابتهم الأوامر والتظاهر بالتسلل إلى نظام تسجيل الناخبين.

ولاحظ المحققون، لقطات خاطفة تكشف شفرة الحاسب بما في ذلك مسارات الملفات وأسمائها وعنوان بروتوكول الإنترنت (آي.بي) الخاص بالجهاز.

وإلى جانب إرسال آلاف الرسائل الإلكترونية للناخبين في ولايات منها فلوريدا حاول المتسللون أيضا نشر روابط للتسجيل المصور عبر حسابات مزيفة على فيسبوك وتويتر.