ميزانية متينة ورؤية رصينة

جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أعزه الله بنصره - التي ألقاها أمس لدى ترأسه جلسة مجلس الوزراء لإعلان ميزانية الدولة لعامها ٤٢_١٤٤٣ هجري، الموافق للعام الميلادي ٢٠٢١ وما تضمنته كلمته - أيده الله - من مضامين منها:

١- الإستعانة بالله وسؤاله جل وعلا التوفيق، مقرون به النجاح وتيسير الأمور، فمن إيمانه بربه سبحانه وتعالى، وتحقيق التوحيد، وعلمه أنه لا توفيق يطلب ولا إعانة تسأل إلا من الله سبحانه وتعالى، فهو ميسر كل عسير، والمبارك في كل يسير، وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله "تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال العون" فهو من توحيده سبحانه، وإظهار الإفتقار إليه، والتقوي به جل شأنه.

٢- الشفافية والوضوح في كلمته - رعاه الله - التي وجهها لأبناءه وبناته المواطنين والمواطنات وبيان ما لحق ببلادنا من آثار هذه الجائحة، وتأثيرها السلبي على الإقتصاد العالمي، وأن بلادنا جزء من هذا العالم، الذي تأثر فيه نشاط الإقتصاد، وانخفاض الطلب على النفط، وهبوط أسعاره، وما اتخذته بلادنا من تدابير وإجراءات إحترازية لتجاوز أزمة كورونا.

٣- تقديم صحة المواطن والمقيم ومخالفي نظام الإقامة في ظل هذه الجائحة، وتقديم الرعاية الصحية المجانية لهم، فهذا نهج عملت به بلادنا، ووفق إليه ولاة أمرنا - أيدهم الله - فهدفهم الأول هو صحة الإنسان، وحمايته، والحد من تفشي هذه الجائحة، وتوفير الأدوية والرعاية اللازمة، والإستشارات الطبية، والإسعافات المنزلية، كل ذلك وأكثر في المملكة العربية السعودية، دولة الإنسانية، وناشرة السلام، من قدمت الإنسانية على النظرة المادية.

٤- جاءت هذه الميزانية المباركة بفضل الله ثم بفضل جهود ولاة أمرنا وقيادتهم الحكيمة، والرؤية الثاقبة الطموحة فعززة مسيرة التنمية ، وحجمة الآثار، وقللة المخاطر، رغم هذه الجائحة التي كان لها عظيم الأثر في هبوط إقتصاد كثير من الدول.

٥- في ظل ما شهدته بلادنا في هذا العام من تحديات، إلا أنها تجاوزت تلك المخاطر والتحديات، بخطوات راسخة واثقة للتطوير والبناء والتنمية والإصلاحات الهيكلية والقضاء على الفساد والمفسدين، والعمل على البرامج النوعية المتميزة التي تخدم المواطن، وقامت على تنويع قاعدة الإرادات، ودعم القطاعات غير النفطية، كل ذلك لينعم المواطن في وطنه، وبعناية ولاة أمره.

اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى كل خير، وأجزهما خير الجزاء على ما قدما ويقدمان للإسلام والمسلمين.
اللهم أدم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان ورغد العيش يارحمن.
اللهم احفظ علينا ديننا وبلادنا وولاة أمرنا وعلمائنا ورجال أمننا، واكفنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار إنك سميع الدعاء.