كرة القدم من التوقف الإجباري بسبب كورونا إلى تكدس تقويم المباريات

حدد وباء كورونا خارطة الطريق العالمية لعام 2020، وبالتأكيد تأثرت الرياضة وكرة القدم بشكل ملحوظ، حيث أن التوقف الإجباري للنشاط تسبب في حالة من التكدس والتشبع في هذه المرحلة النهائية من العام الجاري.

وتحكم فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في جميع تقويمات المباريات. تم تعليق الدوريات ومباريات المنتخبات لعدة أشهر.

في أصعب اللحظات التي مرت على عالم كرة القدم لم يكن هناك خيار سوى متابعة الدوريات الأقل من حيث المستوى ونسبة المشاهدة نظراً لتعليق النشاط في جميع الدول الأخرى.

فقد كانت مسابقات الدوري في كل من بيلاروسيا ونيكاراغوا وتركمانستان وبوروندي بمثابة "الملاذ" لعشاق كرة القدم حول العالم.

فلم يكن أمام المنظمات الدولية أو الوطنية خيار سوى بدء العمل -بجانب السلطات الصحية- على وضع بروتوكولات صارمة في حال سمح الوباء بعودة النشاط من جديد.

فقد أدى هذا الوضع إلى انهيار بعض التقويمات. فقد تم إلغاء بعض البطولات الدولية الكبرى مثل كأس الأمم الأوروبية وكوبا أمريكا، وذلك بالإضافة إلى دورة الألعاب الأوليمبية وبعض البطولات القارية الأخرى.

كما لم تُستأنف العديد من الدوريات الوطنية لموسم (2019-2020)، فقد تم إعلان بعض الأندية بطلاً للمسابقة مثل ما حدث في فرنسا بتتويج باريس سان جيرمان، بينما استؤنفت دوريات أخرى بكامل قوتها ولكن دون تواجد جماهيري في المدرجات.

وأيضا تم استئناف بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي في البرتغال وألمانيا، على الترتيب، دون حضور جماهيري ونجح بايرن ميونخ وإشبيلية بحصد لقبي البطولتين في مدينتي لشبونة وكولن.

كما هو الحال لبطولة دوري الأبطال النسائية التي تم استئنافها في مدينتي بلباو وسان سيباستيان الإسبانيتين والتي حصد لقبها في النهاية فريق ليون الفرنسي.

وفي آسيا، تأثرت أيضا بطولة دوري الأبطال التي تم استكمالها في قطر وحصد لقبها في نهاية المطاف نادي أولسان الياباني، كما هو الحال لبطولة كوبا ليبرتادوريس التي تضررت كثيراً بسبب الأزمة والتي لم تنته حتى هذه اللحظة، حيث سيقام الدور نصف النهائي لها في 13 و14 يناير المقبل، بين بالميراس-ريفر بليت وسانتوس-بوكا جونيورز، على الترتيب.

فقد بدأ الموسم الجديد (2020-2021) السباق دون أن تحظى الأندية بفترة إعداد كافية ووسط تكدس كبير في مواعيد المسابقات وتقريبا دون راحة.

وأصبحت غيابات اللاعبين بسبب الإصابة بالفيروس إلى جانب الإصابات الأخرى الناجمة عن عدم الإعداد بشكل جيد من التوابع التي لا يمكن تجنبها، وذلك على الرغم من أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، قد أقر السماح بإجراء 5 تغييرات بدلاً من 3 لكل فريق في كل مباراة بهدف الحفاظ على سلامة اللاعبين.

شدد رئيس "فيفا"، السويسري جياني إنفانتينو، في أكثر من مرة على أن صحة وسلامة اللاعبين هي أهم شيء، وهو الأمر الذي حذرت منه روابط اللاعبين التي ترأستها النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو".

بالكاد ستوفر إجازات أعياد الميلاد قليلاً من الراحة للاعبين. جداول الدوريات مزدحمة للغاية وضيقة كما هو الحال بالنسبة للمنتخبات التي تقريبات لا تمتلك وقتاً.

في أوروبا على سبيل المثال، لن تحظى المنتخبات المتأهلة لكأس الأمم الأوروبية -التي تم تأجيلها لتقام في الفترة من 11 يونيو وحتى 11 يوليو من عام 2021- بخوض مباريات ودية تحضيرية وستضطر للاستعداد من خلال مواجهات التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022.

يذكر أن بطولة كوبا أمريكا ستقام في نفس التوقيت بعام 2021، وبطولة الأمم الأفريقية تم تأجيلها من 2021 إلى يناير من عام 2022 في الكاميرون، كما هو الحال لكأس الأمم الأوروبية النسائية التي تم تأجيلها لتقام في الفترة من 6 وحتى 31 يوليو 2022 في الكاميرون.