كيف نجح “سكني” في تغيير معادلة التملك

نجح برنامج “سكني” التابع لوزارة الإسكان، خلال وقت قصير، في تغيير مفهوم السكن لدى المواطنين الراغبين في التملك، عبر اتاحة العديد من الخيارات السكنية ذات الجودة العالية والأسعار المناسبة، بجانب توفير الخدمات والمرافق العامة والحكومية، إضافة إلى سهولة إجراءات الحجوزات إلكترونيًا والتسهيلات التمويلية، مما جعل شعار “سكني” ماركة مميزة في سوق العقار المحلي والعالمي،

*بعد أن كانت محدودية الوحدات السكنية ذات السعر المناسب، تشكّل تحدٍ كبير في سوق الإسكان امتد لأعوام طويلة، وتسبّب في حالة من الركود العقاري في ظل الأسعار التي كانت تتجاوز متوسط دخل الفرد بأكثر من 10 أضعاف خصوصاً على مستوى المدن الرئيسة، فعلى رغم مواصلة صندوق التنمية العقارية ضخ القروض العقارية في ذلك الحين بقيمة تصل إلى 500 ألف ريال بلا فوائد، إلا أن مئات الآلاف من المواطنين كانوا يفضّلون تأجيل الحصول عليها لعدم توافر المعروض العقاري المناسب.

ومع انطلاق برنامج “سكني” التابع لوزارة الإسكان، شهد هذا الواقع تغيّراً جذرياً نتيجة التوجّه إلى توفير وحدات سكنية ذات مواصفات عصرية وتصاميم متنوعة ملائمة لاحتياجات الأسر السعودية وملبّية لمختلف أذواقها ورغباتها، وفي الوقت ذاته تمتاز بالسعر المناسب والمدعوم حكومياً بقيمة لا تقلّ عن 30% من أسعار السوق، وذلك من خلال مشاريع تحت الإنشاء بالشراكة مع المطوّرين العقاريين التي تتيح خيارات الفلل والشقق والتاون هاوس، ما أسهم في تحقيق معدلات نمو عالية في نسب التملك وخلال فترة زمنية قياسية لم تتجاوز 4 أعوام.

وبجولة سريعة على المشاريع تحت الإنشاء بالشراكة مع القطاع الخاص المعروضة على موقع وتطبيق سكني، رصدتنا 93 مشروعًا سكنيًا توفر أكثر من 141 ألف وحدة سكنية بمتوسط أسعار يصل إلى 600 ألف ريال بمساحات وتصاميم مختلفة تلبي كافة احتياجات الأسر السعودية، إضافة إلى الضمانات التي تشمل الهياكل الانشائية والتمديدات الكهربائية وأعمال السباكة والعزل والخزانات وغيرها، ما يجعلها أكثر موثوقية، فيما تقع معظم الوحدات في المعدل السعري الذي يتراوح بين 500 ألف و850 ألف ريال، وذلك في إطار تحقيق التنوّع السعري وتلبية مختلف الرغبات والقدرات، مع مراعاة عوامل الموقع والمساحة.

ويمكن معاينة الوحدات السكنية وحجزها عبر موقع “سكني” أو المنصة الإلكترونية، والتي تستعرض جميع التفاصيل للخيارات السكنية المتنوعة وغيرها من الخدمات والتسهيلات مثل المستشار العقاري، والاستحقاق الفوري والحجز والحصول على عرض سعر الجهات التمويلية وتوقيع عقود الأراضي إلكترونياً، وخدمة التصاميم الهندسية لمن يمتلكون أراضي سكنية وإصدار رخص البناء إلكترونياً.

وتشهد المشاريع السكنية تحت الإنشاء نسب انجاز متقدّمة تمهيداً لبدء تسليمها للأسر المستفيدة من البرنامج على مستوى جميع المناطق، فيما تراعي هذه المشاريع توفير بيئة سكنية متكاملة لا تقتصر على الوحدات السكنية وحسب، وإنما أيضاً تمتد إلى توافر المواقع المخصّصة الخدمية المخصصة للمرافق التعليمية والصحيّة والتجارية والترفيهية، إلى جانب الحدائق والمسطحات الخضراء، في إطار الاهتمام بتوفير جودة حياة متكاملة تلبّي تطلّعات المواطنين.

ومن الخطوات الطموحة التي أحدثت نقلة نوعية في مجال المشروعات السكنية؛ تبنّي مفهوم الضواحي السكنية الكبرى في مشاريع الإسكان، والتي تتركز أهميتها في توفير عناصر أساسية متنوعة من حيث المرافق والتخطيط العمراني وتوفير أسلوب حياة استثنائي للأسر السعودية في بيئة سكنية متكاملة الخدمات، تتميز بمواقعها الاستراتيجية على مقربة من الخدمات الحيوية كالمطارات والمستشفيات والجامعات في عدد من المدن منها الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة.

وتستهدف المشاريع السكنية التطبيق الأمثل لأهداف برنامج “جودة الحياة” والتحقّق من تطبيق جميع المعايير الخاصة بالبرنامج في تصميم وتنفيذ المشاريع بالشراكة مع القطاع الخاص، وتوفير كل السبل التي تسهل توفير منتجات سكنية ذات جودة عالية تراعي في جميع جوانبها راحة المستفيدين وأن ينعموا ببيئة سكنية مناسبة تلبي جميع احتياجاتهم، وبما يسهم كذلك في تحقيق مستهدفات “برنامج الإسكان” لرفع نسب التملّك السكني للأسر السعودية.

واتاح “سكني” عدداً من المزايا والتسهيلات التمويلية التي تسهم في تيسير حصول الأسر المستفيدة من البرنامج للوحدات التي تتناسب مع رغباتها وقدراتها، تشّمل تحمّل الدولة لضريبة القيمة المضافة عن المسكن الأول، والقسط الشهري المرن الذي يتناسب مع الوضع المالي للمستفيد، والإعفاء من سداد قيمة العقار في حال الوفاة أو العجز الكُلي، وكذلك إمكانية تخفيض الدفعة الأولى المُقدمة إلى 5% بدلاً من 10% مع امكانية تقسيطها أو تقديمها كدفعة واحدة، وإتاحة تأجيل السداد لمدة سنتين