قبيل إعلان القيادة الأميركية الجديدة بكشف تقرير استخباراتها “cia” عن مقتل جمال خاشقجي رحمه الله، رأينا من انتشى فرحاً بهذا الخبر من أولئك المأزومين لا سيما الموالين للدول ولأحزاب الإرهابية وبمجرد ظهور هذا التقرير للملأ ظهر على أولئك الراقصين فرحاً كل معاني الاحباط وخيبات الأمل.
التقرير المتهالك بني على تقديرات محتملة واتهامات مرسلة لا تستند لأدلة واضحة وقطعية.
ولايضاح الصورة لمن لم يتابع، نضرب أمثلة من التقرير مترجمة على صفحة cnn عربية الموالية للرئيس بايدن نفسه: “نحن نقدر” أن ولي العهد السعودي وافق على عملية في إسطنبول.
“نحن نبني” هذا التقييم على سيطرة ولي العهد السعودي على صنع القرار في المملكة.
“من المحتمل” أن يكون ولي العهد قد قام برعاية …
مسؤولين سعوديين خططوا “لعملية غير محددة” ضد خاشقجي، “لا نعرف” إلى أي مدى قرر مقدما المسؤولون السعوديون إيذائه!
ولك أن تتخيل تقرير أقوى وكالة استخبارات في العالم يتمحور محتواه حول “نحن نقدر”، “نبني هذا التقييم”، “من المحتمل”، “عملية غير محددة” ، “لا نعرف” . !
أجزم أنه لو قُدم هذا التقرير إلى محكمة فيدرالية أميركية لقام “السيكيورتي” بطرد حامل الملف من البوابة الخارجية.
لا شك أن الرئيس جو بايدن واقع تحت ضغوط يسارية بسبب وعوده في الانتخابات لهذا فهو يريد أن يرضي اليسار باخراجه لهذا التقرير الذي اخفاه سلفه ترامب.
ومما يظهر أن ترامب كان أدهى من بايدن من حيث اخفاء التقرير وعدم اظهاره. فحين رأى ترامب أن التقرير بهذه السطحية قرر اخفاءه لتحسب هذه العملية لصالحه ،بزعمه، عند حليفته الرياض بينما أظهره بايدن فأغضب اليسار المتطرف وأنصارهم من الأحزاب المتطرفة وأراح السعودي وأقفل هذا الملف بفوز الأخير وبهذا يشكر بايدن في هذه الجزئية.
ايقاف الإدارة الأميركية الجديدة لبيع الأسلحة للرياض هو إجراء آخر لترضية الناخب اليساري لكنها لن تطول فالإدارة الأميركية تدرك أن السعودية قد تتجه للشرق لشراء الأسلحة غير أن الشركات الأميركية أذكى من أن تسمح لبايدن بهذا الخيار فمشتريات المملكة العسكرية ذات ثقل كبير، وبالتالي يصعب التفريط بشريك تجاري وحليف استراتيجي كالرياض.
الفتور في العلاقات السعودية- الاميركية لفترة من الزمن، أمر وارد نتيجة لقرارات إدارة بايدن في مستهل إدارته وقد حصل مثل هذا في عهد باراك أوباما حتى أنه حين قدم إلى الرياض عام 2016 لم يستقبله الملك ولا ولي العهد في المطار بل وقد حصل أعظم من ذلك حين طرد الملك فهد رحمه الله السفير الأميركي وأقسم ألا يبيت في الرياض، بحسب معالي السفير أحمد قطان، إلا أن علاقات البلدين ذات استراتيجية راسخة سرعان ما تعود وتتغلب على الخلافات العارضة.