سأقول في التحقيق :إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
لن تنسى ذاكرة الشعر العربي تلك الجملة للشاعر العربي الكبير نزار قباني في قصيدته “بلقيس” التي كتبها ليرثي بها زوجته بلقيس الراوي،التي قتلت في تفجير فندق في بيروت.
و لكن واقعنا العربي في أوقات كثيرة تغلب دهشته مفارقات الشعر، فبعد 40 عاما كاملة تم الحكم على قتلة بلقيس و مفجري فندق بيروت،رغم أن الشعر حاكمهم قبل أي محكمة حين قال نزار في قصيدته الخالدة: “شُكراً لكم .. فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ .. وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ .. – إلا نحنُ – تغتالُ القصيدة ؟
و بمرور 40 عامًا على التفجير، وفي ذكرى ميلاد صاحب ديوان “الرسم بالكلمات”، أسدل الستار قبل أيام قليلة فقط على فصول التفجير الانتحاري المؤلمة.
إذ أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان حكمًا غيابيًا بحق المتهَمَين بالتفجير الفَارّيْن حسين صالح حرب والمصري سامي محمود الحجي.
وقضى الحكم بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحقهما وتجريدهما من حقوقهما المدنية، وإنفاذ مذكرتي التوقيف الغيابيَّتَين الصادرتَين بحقهما.
وما اعتُبر “تأخيرًا” في صدور الحكم استغربه ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي. ورأى بعضهم أن الوقت تأخر لإلقاء القبض على الجناة، فبمرور الأعوام قد يكون المطلوبان قد ماتا.
بحسب ما جاء في وكالة “الأنباء المركزية” أوقف المتهمان من ضمن 15 شخصًا اتهموا بالتحضير لتفجير السفارة الأميركية في بيروت في أبريل/ نيسان من العام 1983، وأُسنِدَت اليهما أيضًا تهمة تفجير السفارة العراقية.
وفي العام 1986 كانا من بين متورطين بتفجيرات أخلت المحكمة العسكرية سبيلهم.
ثم في العام 1993 صدر قرار عن المحكمة بشمول متهمين بتفجير السفارتين الأميركية والعراقية ومن بينهم الحجي وحرب بقانون العفو العام الصادر عام 1991، غير أن محكمة التمييز نقضت هذا القرار واعتبرت أن قانون العفو لا يشمل جرائم اغتيال الدبلوماسيين.