قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إنه “تم خلال الأسابيع الماضية الإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر”.
وأضاف أن المبادرتين “بينتا أننا بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للبترول، ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة تغير المناخ”.
واستطرد: “استمراراً لدورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة، سنواصل هذا الدور لتحقيق الريادة في مجال الطاقة المتجددة “.
وتابع: “هذه المناسبة تعبر عن عزمنا على أن نكون رواداً في جميع قطاعات الطاقة، وسعينا لتحقيق المزيج الأمثل منها، وتعزيز كفاءة إنتاجها”.
وأضاف: نشهد اليوم إطلاق وتشغيل مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، التي تمثل أولى خطواتنا لاستغلال الطاقة المتجددة في المملكة، وفي القريب العاجل سيكتمل إنشاء مشروع محطة دومة الجندل لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح.
وبين أن المحطة ستوفر الطاقة الكهربائية أكثر من ( 600 ) ألف وحدة سكنية، وستخفض أكثر من ( 7 ) ملايين طن من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وقد حقق بعض هذه المشروعات أرقاماً قياسية جديدة تمثلت في تسجيل أقل تكلفة لشراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في العالم.
كما أشار إلى أن المملكة تشهد أيضا توقيع اتفاقيات لـ7مشروعات جديدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ،في مناطق مختلفة من المملكة، وستصل الطاقة الإنتاجية لهذه المشروعات، بالإضافة إلى مشروعي سكاكا ودومة الجندل، إلى أكثر من ( 3600 ) ميجا وات.
وحول تكلفة شراء الكهرباء من مشروع الشعيبة ، قال ولي العهد إنها بلغت (1.04) سنت أمريكي لكل كيلو وات ساعة، وستتبع هذه المشروعات ـ بإذن الله ـ مشروعات أخرى للطاقة المتجددة، في أنحاء العالم، سنعلن عنها في حينها.
وتابع: هذه المشروعات وغيرها من مشروعات الطاقة المتجددة،التي يجري إنشاؤها في أنحاء المملكة،تمثل عناصر جوهرية في الخطط الرامية للوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء،والتي تستهدف أن تصبح حصة كل من الغاز ومصادر الطاقة المتجددة في هذا المزيج حوالي(50%) بحلول عام 2030م.
“وأن يحل الغاز والطاقة المتجددة محل ما يقارب مليون برميل بترول مكافئ من الوقود السائل يومياً، تستهلك كوقود في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه وفي القطاعات الأخرى، للوصول إلى المزيج الأمثل، والأعلى كفاءة، والأقل تكلفة، والأكثر إسهاماً في حماية البيئة والحفاظ عليها”. يضيف ولي العهد.
وحول جدوى هذه المشروعات؛ كشف ولي العهد أنها تجسد جهود المملكة الرامية إلى توطين قطاع الطاقة المتجددة،وتعزيز المحتوى المحلي فيه،وتمكين صناعة مكونات إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح محلياً،لتصبح المملكة خلال الأعوام الـ10 القادمةـ بإذن الله ـ مركزاً عالمياً للطاقة التقليدية والمتجددة وتقنياتها.
واختتم حديثه مؤكدا أن مبادرتي “السعودية الخضراء”و”الشرق الأوسط الأخضر”،بالإضافة إلى المشروعات التي نشهد اليوم انطلاقتها، تمثل أجزاءً جوهرية من دورنا الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، واستكمالاً للجهود التي بذلتها المملكة خلال فترة رئاستها مجموعة العشرين، والتي نتج عنها تبني المجموعة لمفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يسهم في تسريع استعادة توازن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وهكذا، فإن هذه المشروعات تعزز سجلنا في مجال الطاقة المتجددة، كما أنها تضاف إلى المكانة التي نتمتع بها في مجال الطاقة بشكل عام “.