الرياض 
35°C
تمكنت رابطة العالم الإسلامي من جمع كبار العلماء في جمهوريتي أفغانستان وباكستان بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وذلك بعد عقود من الصراع بين الفرقاء في أفغانستان.
وجاء الاجتماع لتوقيع الإعلان التاريخي للسلام في أفغانستان في المؤتمر الإسلامي الذي نظمته الرابطة برعاية المملكة.
وشهد أمين رابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، توقيع هذا الإعلان التاريخي، الذي جاء تمهيداً لحل الأزمة الأفغانية، والاتفاق على إيجاد حلٍ نهائي لهذا النزاع الطويل، وذلك بدعم لمفاوضات، في طريق المصالحة بين الأطراف المتصارعة في هذا البلد.
وشدد المؤتمر على ضرورة العمل المشترك، لوقف إراقة الدماء والاقتتال في أفغانستان، وقيادة الشعب الأفغاني لطريق السلام والمصالحة والاستقرار، إلى جانب عدم ربط العنف بأي دين، أو جنسية، أو حضارة، أو عرق، واعتبار العنف الناتج عن التطرف والإرهاب، مناقضاً لمبادئ العقيدة الإسلامية.
وأعرب علماء باكستان وأفغانستان عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان،على موقف المملكة الثابت والتاريخي تجاه دعم السلام والاستقرار في أفغانستان، مثمنين جهود المملكة بمد الجسور وتوحيد الصف، التي تكللت بجمع علماء الجانبين على منبر واحد.
من جهته أكد الدكتور محمد قاسم حليمي وزير الحج والأوقاف والإرشاد في أفغانستان أن المبادرات تعددت، وتعالت الأصوات، مطالبة بالإسراع في تحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الأفغاني المسلم، والخروج به من المأزق الراهن”.
وتابع قائلا : هنيئا لمن أجرى الله الخير على يديه، فجعله سببا للمّ شمل قد تفرق، وإنهاء فُرقة دامت لسنوات.
كما ثمّن الدكتور نور الحق قادري وزير الشؤون الإسلامية وتسامح الأديان في باكستان الدور الذي تقوم به المملكة لإحلال السلام في أفغانستان والعالم.
واعتبر سفير جمهورية أفغانستان لدى المملكة أحمد جاويد مجددي أهمية هذا المؤتمر في كونه ينعقد في أقدس بقاع المعمورة، مؤكداً على أن السعودية لم تخذل أفغانستان في يوم من الأيام.
وشدد في حديثه أن المملكة ما زالت تعمل وتساهم فِي سبيل تحقيق الأمن والسلام فيها.
كما أشاد المندوب الدائم لجمهورية أفغانستان في منظمة التعاون الإسلامي الدكتور شفيق صميم السفير، جهود القيادة المملكة التي كانت داعمة ومساندة ومثمرة وموفقة في إيجاد حلول جوهرية للنزاعات في العالم الإسلامي.
من جهته أكد أمين رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أن هذا الإعلان التاريخي، وهذا الجمع بإرادته القوية والمؤثرة، من الشواهد على أن الأمة الإسلامية ولادة خير لصالح أبنائها.
وأضاف العيسى في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أنه لا شك أن اجتماع الإخوة على مائدةِ العزيمة على الخير والود والمحبة هو الأصل، وهو بحمد الله ما انعقدت عليه همة إخوتنا في هذا اللقاء.
ونوه العيسى إلى أنه لم يبق في أرض أفغانستان ما يمكن أن يحتج به محتج (لأي ذريعة كانت)، قائلاً : “وهنا يعظم دور العلماء وهو الدَّور المحوري والحاسم، ومع أهميته، وعظم تأثيره إلا أن وازع الإيمان لدى علماء الأمة داعٍ إليه.
